قصة

عاشقة الجن

جريدة موطنى

عاشقة الجن

بقلم ناريمان همامي

 (الجزء الثاني )                         

 ‏ “العائلة هو العامل الأساسي و الرئيسي لخلق شخصية متوازنة سليمة نفسانيا و معنويا و أخلاقيا و الأم أساس العملية التربوية و هي أول مدرسة نتعلم منها و لكن العديد من الأمهات و خاصة العاملات قد أهملن الجانب المعنوي فمع غلاء المعيشة و خروج المرأة للعمل و التعويل على الحضانات ولدت لدى الأطفال و خاصة الفتيات حالة نقص فهن يشعرن بالنقص دونا عن الفتيات التي لاتزال أمهاتهن في المنازل تراعيهن و تراقبهن “, إقتربت منها و قمت بإحتضانها لعلني أخفف عنها ما تشعر به و كلي سخط و تذمر و غضب على والدتها التي أهملتها من سنين و هي تحارب الدنيا وحيدة دون دعم أو حماية فبالرغم أن الأم هي الحصن المنيع لأولادها و بناتها من فتن الحياة و من خلطاء السوء و ملذات الشارع و لكن هيهات لأمهات قد رمين فلذات أكبادهن للحضانات و المربيات فتنشأ الفتاة ناقصة لحنان أمها تبحث عن الحنان خارج المنزل , ففي فترة معينة لا يحتاج الطفل للمال بقدر حاجته لحضن يحتويه و قلب يحنو عليه و أذن تسمع و تتفهم , قالت لي بعد ما طال صمتها: ” كم أتمنى أن أتغير و لكن كل ما أخطو خطوة نحو التغير أضعف فأنا أرغب في من يهتم بي حتى و إن كان جني .” , علقت على كلامها بعد أن استجمعت كل أفكاري قائلة: ” أعلم ما تمرين به و حتى و إن لم أكن أشعر ثلث شعورك لكن ما تطلبينه جنون و مرض , آسفة لما أقوله و لكن لا أحد عاقل يرغب في أن يعشقه جني إنه مرض فتاك حاله كحال السرطان الذي يحصد ألاف الأرواح يوميا , عزيزتي نحن نعيش في دنيا و هي دار إمتحان و إبتلاء نعيش يوما ورديا و يوما أسود و دوام الحال من المحال , الإهتمام أساسي فهو كالماء الذي يسقي الأرض العطشى حتى تزهر و أعلم جيدا كما أن والدتك متيقنة بتقصيرها معك و لكن هذا لا يجعلك تتمنين أمنية حمقاء كهذه و لنتحدث بالعقل و المنطق و لو إفترضنا أن ما ترغبين به قد حصل ستتعبين و ستموتين وحدة فالإهتمام الذي تبحثين عنه نتيجته موتك كيف لإنسية أن تعشق جني لا تراه على صورته الحقيقية و لا تسمع صوته الحقيقي و لو حدث ذلك لن تعيشي سوية هكذا فطرتنا التي خلقنا عليها فنحن مختلفون عنهم في كل شي , إستغفري الله و توبي عن ذنبك فهذه وساوس الشيطان تزين لك و تأجج داخل قلبك رغبة لا يقبلها دين و لا عرف و لا عقل , عودي إلى الله ففي قربه سبحانه و تعالى راحة و سكينة عوضا عن إستحضار الجن بتمتمات عوّدي لسانك على الإستغفار و عوضا عن قراءة كتب الجن داومي على قراءة القرآن فهو دواء و علاج القلوب ” ألا بذكر الله تطمئن القلوب” و سترين الفرق في حياتك فالله هو الحب الأبدي و هو عز و جل خير أنيس و أنور طريق للتائهين .” طأطأت رأسها و غمغمت :” هل سيغفر الله لي و يتقبل توبتي ؟” ابتسمت فقد وفقني الله و بدا شبح الإقتناع على وجهها :” الله غفور رحيم رحمان كريم تواب جل جلاله لن يقبل أحد توبتك غيره سبحانه هيا يا صديقتي نتعاون على الدنيا و فتنها و نجعل لنا منزلة الله .” . إغرورقت مقلتاها بالدموع و نزلت كمطر يغسل الأشجار من أمراض قد أصابتها هكذا كان دمعها صادقا يغسل قلبها من خطايا جهل حتى تنقى منها كما ينق الثوب الأبيض من الدنس و منذ ذلك اليوم صارت محافظة على وردها و صلاتها لا تتلذذ إلا بحفظ سورة من الفرقان تتقنها و تعي معانيها تذرف الدموع من شدة الخشوع تسترجي من الله رحمة و توبة و عوضا يغنيها عن الدنيا و ما فيها. تمت الحمدلله

عاشقة الجن

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار