قصة

السجق في الحوق

جريدة موطني

السجق في الحوق

في أعماق أحد القري النائيه و في بيت من البيوت البسيطه نشأت نادية في اسره مكونه من أب يعمل في مجال المعمار وام ربة منزل و عدد من الاخوات . في مساء احد الايام قرر الاب اصطحاب حلاق القريه عبده الاسمر لختان ناديه طبقاَ و عادات وتقاليد تلك القريه و كم كان احساس ناديه بالالم من صعوبه تلك التجربه التي لم تستطع استيعابها خاصه ان النزيف الذي اصابها كان شديدا و خلفت تلك الحادثه اثرا نفسيا جعلتها تكره هذا العضو منذ طفولتها
حيث ان عبده الحلاق قطع جزء كبير من البظر حتي تؤتي العمليه ثمارها وبطريقه قاسيه وبدون استخدام بنج و لكن بطريقه التكتيف. ومرت الايام و في سن الخامسه عشر اتي والدها الي المنزل وهو يطير من الفرح فقد عرض عليه احد اصدقائه زواج ناديه من ثري خليجي و اصطحاب ناديه للاقامه في بلدة بدون ان يتكلف عم لطفي اي مبالغ ماديه لتجهيز ابنته مع وفتح حساب لعم لطفي في البنك بمبلغ ١٠٠ الف جنيه و مرتب شهري ٣٠٠٠ جنيه ترسل الي الحساب كل شهر. وافق عم لطفي علي عرض الزواج ووصل الشيخ حمود الي القريه و تمت مراسم الزواج و تقديم الشبكه و المهر و الهدايا و العطايا مع نقل الاسره للاقامه في المدينه و توفير سكن مفروش لهم يتحمل تكلفته الشيخ حمود.سافرت ناديه مع الشيخ حمود الي بلده و الاقامه في فيلته الجديده تشارك زوجته الاولي في الاقامه و كم كانت السيده زينه رقيقه و حسنه المعامله مع ناديه الزوجه الجديده و صارت بينهما صداقه رغم فارق السن و الثقافه. كان الشيخ حمود زوج جيد يوفر لناديه كل ما تطلبه ولم يبخل عليها بشئ مادي و لكنه لم يكن سعيد معها في الفراش حيث انها لا تتفاعل معه و لا تسعد باللقاء الحميمي بل تؤديه كواجب ثقيل تتمني انتهائه و تحمل هم ادائه. حاول معها مرات كثيره والتمس لها الكثير من الاعذار مثل قله الخبرة و صغر السن و احساسها بالغربه ولكن مع الوقت بدء في الشعور باليأس من اسعادها و اصبحت اللقاء عباره عن اغتصاب و ليس ممارسه و الاغرب انه بدأ يستمتع بهذه الطريقه التي جعلته اكثر اصرارا علي استخدام القوه و الضرب و السب مع كل لقاء و بجد متعه غريبه في تكرار ذلك وسط مقاومه ناديه و صراخها.
لم تستطع ناديه استكمال الحياه مع الشيخ حمودي بهذه الطريقه خاصه ان حمودي بدا يتفنن في اذلالها و اهانتها و ضربها و بعد ان يحصل منها علي غرضه يلقي بها جانبا
طلبت من حمودي الطلاق و العوده الي قريتها ووافق حمودي وأرسلها الي بلدها بعد ان تنازلت عن مستحقاتها لانه يريد الاستمرار وهي التي تصر علي الطلاق
بعد ان عادت الي قريتها ومعها اسرتها التي تركت الشقه المفروشه وانقطع عن والدها المساعده الشهريه بدات اسرتها في لومها لوما شديدا علي الطلاق و انها السبب في عودتهم الي المربع صفر وسط تهكم و شماته اهل القريه من فشل تجربتها و طلاقها بعد ٣ سنوات من الزواج من ثري خليجي و الجميع بدا يترك لخياله العنان في اسباب الطلاق و يؤلف الروايات. و في النهايه قررت ناديه العمل في مصنع للملابس في القريه المجاوره و لكن نظرا لان كل عاملات المصنع اما صغيرات السن او متزوجات وهي الوحيده بينهن المطلقه ومن خارج القريه بدات تتعرض لمعاكسات من عمال المصنع كل عامل يحاول جاهدا ان يستقطبها باسم الحب مره وباسم الزواج العرفي مره و من تصده يبدا في مضايقتها في العمل او الكلام عليها باسلوب غير لائق و تاليف الحكايات و المغامرات الوهميه معه عنها حتي وصل الكلام لصاحب المصنع الذي أراد ان يدلو بدلوه في هذا المجال و بدا يلمح لها بالمال تارة و بان تكون مشرفه و سكرتيره له تاره اخري و الزواج العرفي تاره اخري و عندما ياس و بائت كل محاولاته بالفشل قرر ابتزازها نفسيا و ماديا اما بالاهانات و التوبيخ او الخصم من المرتب و الحوافز
حتي قررت ترك العمل و الجلوس في المتزل حتي تجد حلا لمعاناتها.
كان الحل الوحيد امام ناديه هو البحث عن رجل ثري و كبير في السن و له نفوذ تنسج خيوطها حوله و تتزوجه و بهذه الطريقه ستخرج من دوامات الفقر بعد ان ذاقت الحياه المرفهه في الخليج و ان تسكت الالسنه التي تلوكها ليل نهار
وجدت ضالتها في احد اعيان المنطقه و هو فخري بيه الذي يملك العشرات من الافدنه الزراعيه في زمام القريه و يملك مصنع للحوم المصنعه مثل اللانشون و البسطرمه و السجق وله العديد من مزارع الماشيه
هو رجل ارمل تجاوز الستين من عمره و له بنتان تقيمان في الخارج مع ازواجهن.
بدات في الذهاب اليه لطلب العمل وهي في غايه التأنق و الجمال وبعد ان استمع لظروفها و حالتها الماديه تم قبولها في مصنع اللحوم المصنعه وكانت عذبه الكلام ورقيقه الملامح بدات في الخضوع له بالقول و مداعبه مشاعره و اشعاره رجولته التي نساها منذ وفاه زوجته
وعرضت عليه ان تقوم بتنظيف فيلته و غسل ملابسه و تجهيز طعامه
كل هذا لم يكن مهما لدي فخري بيه بقدر احتياجه لسيده مثلها يراها امامه بصفه مستمره و قد نجحت في كسب ثقته و لعبت علي شعوره بالحرمان العاطفي و الوحده التي كان يعانيها منذ زواج وسفر ابنتيه. احس معها بمشاعر الانسان و غريزه الرجوله
قرر ان يتزوجها في اسرع وقت و بعد الزواج اجتهدت في ان تربطه بابن من صلبه يرث كل هذه الاموال الطائله
وبعد سنه رزق فخري بمولده الاول مالك
الذي طار به فرحا خاصه انه ولي العهد و الذي سيحمل اسمه من بعده و يكون امتدادا له.
قرر فخري كتابه مصنع الاعلاف باسم ناديه كهديه لها علي انجابها لابنه مالك
حينها بدات الحياه تبتسم لناديه و مع مرض فخري وكبر سنه بدات ناديه في اداره املاك فخري و ولد النجاح من رحم المعاناه
حتي تضخمت ثروه ناديه و اصبحت من سيدات المجتمع و بدات في تصدير المنتجات الزراعيه و اللحوم الي الخارج. ارسلت الي حمودي تطلب منه مساعدتها في فتح سوق في دولته لتصدير اللحوم المصنعه الذي وافق علي التعاون معها خاصه ان المشروع مضمون النجاح
وكانت اول رساله لتصدير السجق
وكتبت لحمودي استلم الرساله من الميناء
السجق في الحوق
تمت
م محمود عبد الفضيل
مصر .

السجق في الحوق

السجق في الحوق

السجق في الحوق

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار