قصة

الانتقام

جريدة موطنى

الانتقام  

بقلم / محمود سعيد برغش 

في أطراف المدينة كانت هناك قرية صغيره، ويحكمها رجل عاقل اسمه عادل وكان ذو مكانة بين أعيان القرية، وكان هو كبير البلده أو عمدة القرية، وكان له ولد شقي متهور اسمه فريد ، وكان له صاحب سوء اسمه سمير وكان غني جدا ، وكان للعمدة اثنين من معاونيه، صابر و علي، وكانت هناك فتاة جميله يتهاتف عليها أهل القريه ، اسمها حنان، وكانت ابنة، صابر،  

وصابر كان طماع جداا ولايعشق سوي الاموال، أما علي فكان رجل طيب لديه ولد واحد اسمه منصور.  

وكان منصور يحب حنان جدا وهي الاخري، وتقدم لخطبتها أكثر من مره ولكن صابر ابيها كان يرفض، وكان يميل إلي سمير لغناه، وحدث خلاف بين صابر وعلي وتم قطع العلاقات بينهم، وعلم بهذا العمده، وارسل إلي الطرفين،

واجلسهم أمامه وقال ماذا بكم ما الذي، جري،  

قال علي. يا حضرة العمدة لقد تقدمت لخطبة حنان بنت صابر لابني منصور وانت تعلم بأنهم مرتبطين لبعض منذ الصغر،  

قال العمده عادل وماهي المشكلة إذن الآن   

قال علي صديق عمري صابر رفض ، وعلمت بعد ذالك بأنه ينوي ان يزوجها إلي سمير لأنه غني ، غضب العمدة والتفت إلي صابر وقال له، هل هذا صحيح ياصابر، أنظر إليا وكلمني 

فقال صابر ان سمير تقدم لخطبتها ووافقت عليه،  

قال العمده عادل وهل يجوز.    

أحد يخطب على خطبة أخيه يا صابر ، ألم تعلم بأن منصور قد خطبها منذ الصغر، وهل تريد مخاصمة اخوك علي رفيق عمرك، وهنا صمد صابر وطأطأ رأسه وقال ماتراه ياعمده هو الصواب، وفرح علي ومنصور وحنان، وغضب سمير وجلس يفكر في الانتقام، ويفوز بحنان، لكن تم العرس، وتزوجا، ويوم الزفاف، قتل علي، بيد مجهولة، ولم يعلم الجاني،  

وقرر منصور بالانتقام، ولكن العمده عادل أقنع منصور بالتريس، وترك الامر للشرطة تبحث عن الجاني ثم القضاء،  

وبالفعل ترك منصور الامر إلي ولي الامر وعين منصور مكان إبيه معاون ثان للعمده، وكان العمده هو ظهر منصور وحاميه، 

وكان ابو زوجته صابر كثير الخلاف معه، لكن صابر كان يكلمه بليين والرفق، وبعد مرور عام أنجبت حنان طفلهم الاول وسمي علي إسم جده علي، وعاشوا في سعاده وماتت أم منصور، وحزن منصور علي إمه حزنا شديدا، وفي نفس العام مات العمده عادل، وكانت ليلة عم فيها الحزن من أهل القريه، وبعد موت لعمدة تولي مكانه إبنه الفاسد فريد وكان يعاونه سمير، وقاموا بخلع منصور وصابر، وحزن صابر ومرض، لكن منصور ظل يحاربهم، وهم يعترضونه في الطرقات، وهو صامت أمامهم بكل قوة، حتي علموا بأنه ذاهب إلي عرس صديق له في أطراف البلده فتربسوا لقتله،  

ولكن فوجئوا بأنه معه فقتلوا منصور وشاهدهم ابنه وحاولوا الامساك به لكنه فر منهم واختبئ، وعندما تأكد بانصرافهم خرج الي الطريق الرأيسي للبلده وشاهده رجل عجوز وهو راكب سيارته فوقف علي الفور، واركب منصور وقال له اهدئ يابني لقدسمعت طلق ناري هنا، قال له نعم نعم، قال له الرجل اهدئ ، فقال له قتلوا ابي خبئني منهم، هيقتلونني،  

قال له لا تخف، قال له تعالي معي، قال منصور وامي  

قال الرجل سوف أتي بك من وقت لاخر لكي تراها،  

وبالفعل ذهب معه، وكان رجل غني جدا. وقريب من حكام الدوله، وله نفوز، وتكفله الرجل الطيب العجوز،   

أما عن حال الام المسكينه، الذي اصابه الوجع علي زوجها والفجع عن إبنها، ولمن تشتكي لعمده ظالم، أم لمن فتوجهت إلي الله ليرزقها الصبر، وأشتد مرض صابر ابوها، وكثر الدين عليها وباعت حنان ما تملكه ، لكي تصرف علي ابوها المريض، وتدبرت مبلغ من المال واشترت متجر صغير تبيع فيه سلع غذائيه، وتتنفق علي ابوها المريض، لكن كان يتعرض إليها سمير، ويطلب منها الزواج لكن كانت ترفضه وتطرده، وكان بالطبع يحميه العمده الغافل، وترك له زمام البلده، وشاع الظلم بين الناس،  

وتزوج سمير وانجب فتاة وماتت زوجته اثناء الولاده،  

واشتغل سمير في كل شيء مخالف للقانون، وايضا العمده الغافل، واستمر الظلم في القرية خمسة وعشرون عاما،  

وذات يوم حضر رجل غريب اسمه ممدوح الي القريه، يريد أن يشتري مواشي لمصنع لحوم، فأرشده أنصار سمير أن يذهب إليه،  

وذهب ممدوح إليه وقال له اردت أن أشتري مواشي فقال لي أحدهم بأن لديك ما اريده من بهائم جيده،   

فقال سمير هل انت المشتري أم انت وسيط،  

اجابه ممدوح ولما سؤالك، هل يفيد من الامر شئ،  

قال لا لكن حب معرفه فقط،  

قال ممدوح البهائم ليست لي لكنها لصاحب المصنع وانا مدير أعماله، وشحن له ما يريده من بهائم ،  

        وقال له سمير واذا ارد المزيد ستجده، لكني اريد اتعرف علي صاحبك،  

قال ممدوح لابد من اخذ موافقته أولا،  

ورحل ممدوح، وبعد فتره عاد ثانية لطلب المزيد وأيضا لشراء قطعة أرض لصاحبه صاحب المصنع،   

وذهب إلي سمير وطلب منه بهائم أكثر وشراء قطعة أرض لصاحبه المدير  

فقال سمير واين صاحبك المشتري الا ان يأن الوقت لنتعرف عليه،  

فأجابه قائلا بلي سوف أحدد لك موعد معه، وإنصرف ممدوح  

وعاد برفقة صاحبة في المساء وكان يدعي عامر ودخلا القريه في سيارة فارهه، ونزلا منها شابا في الخامس والعشرون من عمره ، بكل عزه وفخر، امام قصر سمير،  

وكان في استقبالهم العمده وسمير، ورحب بهم سمير واخذهم الي داخل القصر لتناول العشاء وكان المائده مليئه بالخيرات واشهي المؤكولات بجميع انواعها، لكن عامر لم يأكل وتحجج بأنه لايستطيع ان يأكل كل هذه اللحوم والدجاج وغيرها بالمساء واكتفي بشرب كوب من الشاي الساخن،  

وبعدها انتقلوا إلي حجرة المكتب ليتحثوا فيما اتي اليه،  

وقال عامر. سمير بك أريد ان اشتري قطعة أرض هنا لكي ابني عليها منزلا صغيرا ومن حوله حديقه، صغيره،  

قال سمير بيتي بيتك يا عامر بك،   

ضحك عامر وقال اشكرك لكني اريد بيت مستقل،  

فقال سمير لماذا يا عامر بك  

قال عامر حتي استريح فيه حينما ااتي لشراء البهائم  

وقال العمده. طلبك عندي يا عامر بك 

فغضب سمير ولكنه لم يتكلم،   

فقال عامر اشكرك يا عمده،  

قال سمير وانا سوف اشرف علي الانشائها، فشكره عامر واثناء خروجهم من قصر سمير وقعت عين عامر علي فتاة جميله تجري في حديقه القصر مثل الفراشه من زهره الي اخري، وسمع سمير يقول ياسمر تعالي لكي تسلمي علي عامر بك فخجلت الفتاه، وسلمت بكل خجول علي عامر وانصرفت سريعا،  

ورحل عامر وصاحبه وبعد عدة اشهر عاد عامر بناء علي مكالمه من سمير بأن البيت تم تجهيزه، وانبهر سمير وصاحبه بجمال البيت، واشاع أهل القريه بإن سمير أحضر رجل من كبار المسؤلين وجهز له بيتا لكي يستمد ظلمه بحماية ضيفه،   

وخرج عامر برفقة صاحبه في الصباح ليتمشي في القريه ويتنفس بالهواء النقي، وكان برفقتها حارس من حراس سمير بك، وكان اهل القريه يتودودون بصوت خافق، علي عامر وصاحبه هذا ضيف سمير بك والعمده، حتي قابل امراه عجوز ووقعت عينه في عيناها وصمد الاثنين ثم صاحت في وجهه قائله ماذا تريد منا الا يكفينا سمير والعمده واتباعهم حتي تاتي انت،   

قال عامر اهدئ. اهدئ انا لا اريد شئ ،   

فقال الحارس اهدئ يا ام علي، هذا ضيف وإكرام الضيف واجب ، ثم تركوها ورحلوا عنها،   

وعادوا الي البيت، وهو في صمت، وسئل الحارس من هذه السيدة العجوزة قال انها ابنة العم صابر كان احدي معاوني العمده الراحل،  

فقال عامر احكي لي عند عمدتكم الراحل،  

فقال الحارس كان رجل طيب جدا وهو والد العمده الحالي لكن يختلف عن ابيه اختلاف تام ، العمدة السابق كان رجل طيب محبا للخير رجل بألف رجل،  

قال عامر ومن السيده التي صرخت في وجهيي 

قال الحارس تقصد ام علي، إنها إمراه مسكينه جداا وأبوها كان إحدي مساعدين العمده الراحل هو وعم علي وهي كانت زوجة لمنصور ابن عم علي، وقتل عم علي يوم زفاف إبنه وتولي ابنه مكانه حتي مات العمده وبعدها حدثت مشاكل كثيره وقتل منصور واختفي ابنهم الصغير،  

وانصرف الحارس، وعلم سمير بان الحارس قص علي عامر حكاية القريه، فسجنه وفي اليوم الثاني ارسل سمير حارس اخر لعامر وسئل عامر اين الحارس الذي كان برفقتي  

قال له ان سمير بك سجنه فذهب وتوسط اليه وطلب يكون حارسه الخاص وفي غيابه يكون ملزما للبيت، وبالفعل حدث ما طلب، واثناء سفر لطفي كان ممدوح في البيت يستعد لشحن البهائم، فذهب اليه سمير وقال له احكي لي عن صاحبك، قال له ممدوح رجل غني جدااا ومن عائله غنيه ووالده عليه رحمة الله كان يعد من كبار المسؤلين، وهو له معارف كثيره، فلمعت عين سمير، ورحل ممدوح،  

وقال لعامر ما حدث. بينه وبين سمير، وعاد عامر الي القريه وكاالمعتدات استقبله سمير والعمده، ثم تركوه ليعود في المساء ليقضوا السهره وفي صباح اليوم الثاني جاء اليه سمير ليدعوه علي مائده الفطار لكي يفطر معهم هو وصاحبه ولبي الدعوه وذهب لكنه لم يأكل حتي قالت له ابنه سمير سمر هل الطعام لم يعجبك يا عامر بك، قال ابدا ابدا لكني اعاني من اضراب في المعده ولي طعام خاص، وذهب عامر وصاحبه وطلب من الحارس بان يذهب لام علي ويقول لها انه يريدها ثم ياتي بها ويحصلهم، وبالفعل ذهب الحارس لام علي وبلغها الرساله لاكنها رفضت الحضور، وعلم عامر بذالك،  

فذهب اليها بنفسه ويرفقه صاحبه والحارس،  

وقال لماذا ياام علي لم تلبي دعوتي،  

قالت ولماذا البيها هل في بيننا علاقة صلة رحم

قال وهل الود بصلة الارحام،  

قالت لا ولكن نحن ليس بأصدقاء ولا وصمتت 

قال عامر وماذا  

قالت هل تعرفني هل اعرفك 

قال وهل القلوب تعرف بعضها يا ام علي فقط عندما اراكي اتذكر امي،  

قالت ياااااه تذكرني بالماضي الاليم، ولمعت عيناها بالدموع،  

قال بالله عليك لاتبكي يا أم علي،   

فقالت والله يابني قلبي يرتاح اليك، هل تقبل مني نصيحه من امراه عجوز مثلي،  

قال بلي  

قالت ابعد عن سمير والعمده ورجالهما وأعوانهما فأنهم شر يابني، الحسنه الوحيد في سمير ابنته سمر،  

قال لماذا ياأم هل اذوكي ،  

قالت يااااه وأي اذي يابني، لاتقلب المواجع، ورحلت عنه،  

وبعدها جلس عامر يفكر، وقال له صاحبه مابك يا عامر نحن اصدقاء منذ الصغر ، قال له الامر خطير،    

وعلم سمير بهذه المقابله وبعدها ارسل رجل من عنده لكي يتتبع عامر في مدة بقائه في القريه بدون علمه، لكي يعلم حقيقته،  

وسافر عامر وصاحبه، وبعد عدة اسابيع عاد عامر الي القريه. 

واذهب إلي بيت أم علي ومعه زياره، ففتحت له وقالت يا مرحبا بك ياعمر بك، وسمع صوت عجوز يقول من يا حنان علي الباب قالت انه عامر بك يا أبي، فدخل عامر ألي حجرة العم صابر وقالت أم علي هذا هو عامر بك يا أبي  

فقال العم صابر اهلا بك يا ولدي، سمعت عنك الكثير من ابنتي، لكن اتعجب من مصاحبتك لسمير واعوانه، ابتعد عنهم يا بني، فهم رفقاء السوء، فقال له حاضر، وشرب معهم الشاي ورحل بعد ذالك،   

وعاد الي بيته، وكان يراقبه احدي رجال سمير،  

ونام عامر وفي الصباح جائه مراد صاحبه ، فقال له مراد ماذا تنوي يا صاحبي، فقال له اصبر وتري بنفسك 

ثم خرجوا من البيت في طريقهم الي سمير، وفي طريقم مرو علي ام علي ووجدوا احدي حراس سمير يعتدي عليها بالضرب واهل القريه يشاهدوا ولم يستطع احد منهم التدخل،  

فاندفع هو واخذ ام علي من ايديهم، وابتعد الحارس عنها،  

وذهب مهرولا الي سمير ليقص عليه ما حدث،  

واخذ عامر ام علي الي متجرها وصاح في الناس وقال الساكت علي الظلم يكون ظالم مثله، وعاد الي بيته وجاء اليه سمير والعمده ويكلموه بعتاب ما شأنك فيما يحدث في القريه انت ضيف هنا، ولا ترحل عنا، وذهبوا وجائت اليه ام علي مسرعه وقالت له ارحل يابني بدل ماتقتل،  

قال تخافين علي يا أمي قالت نعم ، وسافر عامر،  

وارسل شخص من رجاله لكي يشارك سمير في شراكه وهميه ويطمعه، وبالفعل وقع سمير في المحظور وافلس وباع كل املاكه وكان المشتري الخفي هو عامر،  

وعاد عامر مره اخري برفقه رجال الشرطه ليتسلم املاكه، امام اهل القريه جميعا ، لكن سمير حاول قتل عامر بسلاحه الخاص لكن احد رجال الشرطه اطلق عليه طلق ناري واصابه في زراعه ووقع علي الارض وقال الان، اقول لك من انا امام العامه وأهل القريه، وبالطبع في نفس الوقت اتت ام علي والعم صابر،   

قال انا الماضي قال انا ابن منصور الذي قتلته امام عيناي   

وحماني الله منك، لقد اخذت عهدا علي نفسي، بان افقرك واقتص منك ، فقال العمده اانت يا سمير تقتل، قال سمير ايها الخائن انسيت انك قتلت ابو منصور، واخرج سمير سكينا صغير وقتل نفسه بعدها، وبكت سمر ابي ابي لاتتركني وجري علي الي امه التي كانت تشاهد ولاتصدق، وقال لها امي امي، قالت ابني علي حبيبي يا ولدي، وصابر بكي وقال حفيدي ابن الغالي، وقالت تفضل يا حضرة الضابط لكي تسلم القصر والارض، قال علي وانتي ياسمر،  

قالت وهل اشتريتني ، قال لا ولكن اريدك زوجه، فقالت لها امه وافقي ياانتي فانتي ابنتي وانتي تعلمي ، قال علي لن ادخل بيتك ، فهو ملك انتي وتركها وذهب وقبض علي العمده وعين العم صابر مكانه، وانشي علي مصنع في القريه وعين شبابها، وذهب مرة ثانيا الي سمر ولكتها وافقت هذه المره لتاكدها من حبه لها، وحبها له وكتب اليها ارث ابيها كله مهرا لها، وعاش مع امه وزوجته وجده بين اهل القرية،  

وعلم اهل القريه بأنهم لايسكتوا علي ظلم، مهما حصل،  

وعم الخير علي اهل القريه وانجب علي ولدا سماه علي اسم ابيه وولد معه العدل لاهل القريه، وعم الرخاء

الانتقام

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار