قصة

فتنة الفاتنة بقلم أمنيه مصطفي

جريدة موطني

فتنة الفاتنة

 

بقلم أمنيه مصطفي

 

الحزن علي وجهها ودموعها تأبي التوقف حينما فقدت أمها وجلست أمامي تحدثني

عن ألم الفراق وتجاوزنا سويا تلك الفترة الصعبة وهي تحدثني كل يوم عما بداخلها

وعن تعلقها الشديد بأبيها وعن افتقادها له فترات سفره نظراً لظروف عمله فكانت

تخبرني بأنه يشعرها بانها أميرته ومدللته وأنه ليس من الممكن أن يشاركها فيه أحدا

 

وكان ذلك الشعور يزداد و يسيطر عليها عاما بعد عام إلي أن أخبرها والدها بحبه

لصديقتة ورغبته بالزواج منها التي كانت تغار منها كثيراً من قبل أن يخبرها والدها بذلك

 

فكانت تحكي لي عن مدي غيرتها منها عندما تعود لي في المساء من تجمعاتهم في النادي

أو المناسبات التي يحضرونها سويا

فتلك كانت عادتها معي لقد كانت تقص علي حكاياتها كل مساء بعد عودتها وكانت تحملني

أسرارها وتحدثني عن أحلامها وطموحاتها

إلي أن أتي اليوم الذي احضر والدها فيه بصديقته التي أصبحت زوجته رغم علمه برفض

إبنتة الي البيت وأخبر الجميع بزواجه منها ورحب الجميع وباركا زواجهما إلا هي

 

وتركتهم وأتتني لتخبرني عن كسرتها ووصف شعور الانكسار وآلامه

وعن كم الكراهيه الذي ملأ قلبها ومنذ ذلك اليوم لم تعد كما كانت من قبل فلم تعد

تحكي معي سوي مخططات لإثارة الفتنه بين والدها وتلك المرأة لأنهاء زواجهما

مهما كلفها الأمر وسيطرت عليها تلك الفكرة

حتي اتي اليوم الموعود الذي حطمتني وقامت فيه بكسري فيه بعد أن أخبرتني عما فعلته

 

 

فكيف لرفيقتي صاحبة الوجه الملائكي البريء الملامح أن تقوم بمثل هذه الفتنه الكبري

لتطفيء نيرانها فقط لقد اتصلت بعمها الشاب الوسيم أن يأتي لهم زياره الي المنزل

وطلبت منه أن يظل معهم أياما معدوده حتي يساعدها في التحضيرات التي ستقوم

بها لأقامة حفلا كبيراً لوالدها احتفالا بعيد ميلاده ومباركة زواجه وإعلان قبولها لفكرة زواجه

فرحب عمها وفرح كثيرا وحينذاك كانت تعلم جيدا مدي صداقة عمها بزوجه أبيها لقد كان

الصديق الوفي وحلقة الوصل والشاهد علي قصة الحب التي بين أخيه وزوجته والمشجع

الأول لهما لاتمام زواجهما طلبت منه أن يدعي المرض ويلقي بنفسه أرضا ولا يخبر أحدا

عن خطتهم حتي تتصل بأبيها وتحضره حتي يتفاجيء بقبولها وإقامتها الحفل تهنئه لزفافه

وعيد ميلاده وقد كان اتصلت بأبيها وطلبت منه أن يأتي الي البيت فورا دون اخبار أحد

حتي زوجته أو اي شخص ونادت لزوجه ابيها وقالت لها أن عمها ساقطا علي الارض

وفاقد وعيه التي سرعان ماأتت إليه فزعه ومتخوفه وما كان لعمها سوي تنفيذ

أوامرها عندما طلبت منه تمثيل هذا المشهد

لانه لم يكن يفكر سوي في اسعادها وارضاءها وإسعاد أخيه ولم يكن يعلم مخططاتها علي

الإطلاق إلي أن ذهبت مسرعة لتستقبل والدها علي باب المنزل لتخبره بأنها رأت زوجتة

في احضان أخيه الخائن وسمعتهم وهم يخططون لقتله للزواج والعيش سويا وان عمها

كان يتمارض وليس مريض وفعل ذلك ليظل بجوارها بالبيت

فذهب مسرعا الي غرفة الضيوف ليري زوجته بجانب أخيه مستندا علي كتفها وهي تجلسه

في سريره فصرخ في وجوههم وطردهم وطلق زوجته وطرد أخيه فظلوا يبكون ويتوسلون

إليه ليصدقهم أنهم مظلومين وظلوا يترجونها لتحكي لوالدها ماحدث وتخبره الحقيقه أنكرت

وكذبتهم وظلت تصرخ بوجوههم فسقط عمها أمامها أرضا وهو يتوسل إليها لتخبر والدها

بالحقيقه ويبكي ومابها إلي أن وجدته ميتا وليس فاقدا الوعي فقد كان مريضا بسرطان الدم

ولم يتحمل صدمه مثل هذه ولكنها اعماها شيطانها

 

وتركت الزوجه البيت وهي مصدومة من كل الاحداث وحزينه علي وفاة الاخ المظلوم

وما بأبيها إلا أن أصيب بصدمه حادة لموت أخيه بين أيديهم ولصدمتة بحبيبتة وزوجتة

فلم يتحمل قلبه كل هذا ثم أتت إلي بعد كل هذا لتحكي لي مافعلتة وهي نادمة علي موت

وفقدان عمها الحنون وظلمها لزوجة أبيها ثم رمتني في الأرض لتكسرني وتدهسني بقدميها

حتي تطفيء نيرانها التي كانت تزداد وتشتعل ولم تطفأ رغم كل مافعلتة

 

ليتني لم أكن مرآتها وليتها لم تكن رفيقتي فعلي الرغم من أنها تعمدت كسري

لم أجرحها ولم أأوذيها كما فعلت هي فكم من نفس جرحت وكسرت

لمجرد شعور بالانكسار أصابها

تلك كانت الحكاية

والنهاية

 

بقلم

د.أمنية مصطفي

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار