مقالات دينية

محمد حجاب يكتب من كنوز العارفين بالله    

جريده موطني

محمد حجاب يكتب من كنوز العارفين بالله

سلسـله مقـالات عن الزهد والتصوف.

الذكر بالعدد فيما ورد (2)

 

بقلم / محمد حجاب

 

اختلف الكثير من الناس في مسألة العدد الخاص بالذكر والبعض ذهب بهواة الي ان العدد ليس مذكور في القران ولا السنة ولا الحديث ولا يوجد شي من الأثر يدل عليه وان الذكر هو القرآن فقط واستدلوا بالآية القرآنية .

(ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) وفسر الكثير بالخطا ان الذكر هو القران فقط وان ما دون ذلك ما هو الا بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار إلى آخره مما يردده من لا علم له ولا معرفة وذهب الكثير في حياتنا المعاصرة إلى زمن الرجعية والتخلف وعدم المعرفة وذلك بسبب عدم قراءة القران الكريم جيدا والإمعان في آياته وكل افتي بغيرعلم وأنقسمت لحمه الملسلمين الي جماعات وفرق ثم جاء الفكر الوهابي ليغير كل قواعد الدين ويحلل ويحرم بخير حق وانقسمت الناس الي فرق وتهيأ لكل منهم انهم بالحفاظ على الصلاة وتلقي دروس العلم على يد مشايخهم انهم وصلوا الي صحيح الدين وتمام العبادة وكمال العقيدة .

وهذا الأمر هو اكبر خطأ ويعد أحد أسباب غضب الله عز وجل على عبده .

ونسي اغلب الناس ان العلم بحر لا نهاية له وان الإنسان كلما ارتقى أعلى سلالم العلم أدرك مدي الآفاق الواسعة التي لا حصر لها وقد يحترم الانسان عقله كلما شحن روحه بشغف العلم والتعلم .

واما من ظن ان لديه ما اكتفي به من العلم فيستيقظ يوما ويجد أن العالم قد قطَع شوطًا كبيرًا للأمام وأنهُ في رَكب المتأخرين .

فالعلم بحر لا تكفي السباحة فيه بل يجب على الإنسان أن يغوص في أعماقه ليجد في النهاية ثمرة تعبه والعلم ايضا #نور وعلى الإنسان أن يتبعه كي لا يبقى وحيدا في الظلمة.

كما أن العلم أنفع من كل نعيم الدنيا فهو لا ينتهي و لا يزول و يرفع صاحبه إلى أعلى المراتب .

ولا شك ان العلم اللدني هو أعلى درجات العلوم حيث القرب من الله وهو العلم الذي يأتي من لدن الله عز وجل يهبه لمن يشاء من عباده .

و قد يستخدمه المتلقي في فهم موقف من المواقف أو تفسير آية من آيات الله بفهم ينبئ عن عمق كبير يتحصل من هداية الله.

وهناك القصة المشهورة لكليم الله وهو يقول لرب العباد أنه أعلم من في الارض

وكما ذكر في قصة موسى والعبد الصالح “الخضر” قال تعالى :-

(فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا) صدق الله العظيم.

 

واليوم نغوص مع حضراتكم في أعماق العلم اللدني من خلال كتابي هذا في بحر من بحور المعرفة والعلوم في محاولة منا لفهم وفك شفرات العلم ونذهب سويا الي العلم الذي يوصل المسلم الي درجه الاحسان ولا تتحقق هذة الدرجه الي به الا وهو “الذكر” وما ورد عنه في الكتاب والسنه وكيفيه الذكر وهل هناك اعداد معينه ام لا ، وهل للذكر فضل وفوائد أم لا، وهل أوصى الله عز وجل عبادة بالذكر أم لا ، و نغوص سويا لننهل من العلم والمعرفة قدرا لا بأس به وحتى نقف على حقيقة العدد في الذكر وفوائده ووصايا الله لعباده بالذكر ونسأل الله عز وجل ان يوفقنا واياكم الي ما فيه الخير والصلاح .

 

وفي البدايه اولا نتكلم عن العدد وهل ورد عنه ما يفيدنا في الكتاب والسنة والحديث ام لا ونؤكد للجميع نعم انه ورد عنه الكثير والكثير واليكم الطرق الرئيسية التي توضح وتؤكد ان العدد جاء من الكتاب والسنة والحديث وهو بثلاثة طرق .

 

الطريقه الاولي وهي

(1) ورود نص دال على الذكر والتوصية بعدد

 

كما ورد النص الذكر عقب كل صلاة سبحان الله 33 مرة الحمد لله 33 والله اكبر 34 مرة

ورد العد من قال سبحان الله وبحمده 100 مرة غفر له ذنوبه ولو كانت مثل ذبد البحر وعدد حبات الرمل

 

ورد العدد من قال بعد صلاة الصبح وصلاة العصر استغفر الله العظيم الذي لا اله الا هو الحي القيوم واتوب اليه 3 ثلاث مرات غفرت له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر

 

ورد العدد في قول رسول الله من صلى عليا صلاة صلي الله بها عليه 10 ومن صلى عليا 100 صلي الله عليه 1000 ومن صلى عليا الفا حرم الله جسده على النار .

وهناك عشرات الأحاديث تبين ان كل ذكر وله عدد معين ..

 

والطريقه الثانيه

 

(2) علم وهو ما يطلق عليه ( حساب الجمل)

 

وهو بمعنى ان لكل حرف من الحروف الابجديه رقم يدل عليه

“أبجد هوز حطي كلمن” جزء من نظام حساب الجمل الّذي عرفه العرب قديماً، وهذا الحساب يجعل لكل حرف من الحروف الأبجدية عدد من الواحد إلى الألف على ترتيب خاص، ومعروف أن لكل حضارة نظاماً للترقيم أي التعبير عن الأعداد البسيطة وهي في العربية الأعداد التسعة الأولى إلى جانب الصفر.

 

ويقال أن هذه الأحرف كان يستخدمها السحرة قديماً للتنجيم، فقد وضعوا لكل حرف عدداً يخصه، و لحضراتكم المثل من ذلك وهو الآتي :-

{ أ =1، ب =2، ج =3، د =4، هـ =5، و = 6، ز =7، ح =8، ط =9، ي =10، ك =20، ل =30، م =40، ن=50، س=60، ع=70، ف=80، ص=90، ق =100، ر=200، ش =300، ت =400، ث =500، خ =600، ذ =700، ض =800، ظ =900، غ =1000 }

 

ومثلا اسم الله لطيف فعددة = 129 ومثلا ل =30، ط =9 ، ي =10 ، ف=80وهكذا إلى آخر الحروف و كيفية الحساب

وعندما قام بالتجربه أهل العلم وجدو ان اسم الله لطيف ان داومت عليه كل يوم بهذا العدد وهو 129 مرة فيفتح الله عليك بكذا وكذا وكما قال الله في كتابه ( وعنده مفاتح لا يعلمها الا هو )

وفي سورة الجن ( فلا يظهر على غيبه أحدا الا من ارتضى)

ويقول ابن كثير في تفسير الآية الكريمة : عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا

وقوله : ( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول ) هذه كقوله تعالى : ( ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء ) [ البقرة : 255 ] وهكذا قال هاهنا : إنه يعلم الغيب والشهادة ، وإنه لا يطلع أحد من خلقه على شيء من علمه إلا مما أطلعه تعالى عليه ; ولهذا قال : ( فلا يظهر على غيبه أحدا )

 

ومن هنا نجد ان العلماء والأولياء من أطلق عليهم الناس ” بالعارفين بالله ” عندما طبقوا حساب الجمل و قاموا بالتجربة صار ما صار لهم من العلم والمعرفة والاستفادة الكبيرة بدليل ان الله من عليهم بالكشف وكما يقول العامة الكرامات وغير ذلك وقدموا تجاربهم بالنصح والإرشاد لكي يقدح من أراد من علوم الله التي يخصها لمن يشاء وهنا نجد ان ليس كل البشر لديهم هذة المعرفه وهذا الكرم الا محدود من علم الله و هذة الاشياء من المجربات ومن العلوم الخفيه علي العوام وهكذا العدد الوارد عن الذكر وهكذا حساب الجمل عند العرب .

وإذا أرادوا كمال البركة قاموا بضرب العدد في رقم 7 ويتم الذكر على هذا الأساس

الكمال الرقم 7 وذكره في أكثر من ايه

وعلى سبيل المثال (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأرْضِ مِثْلَهُنَّ)

عدد ايام الاسبوع 7 ايام وبعض وهناك الكتب والمؤلفات التي تحدثت عن العدد 7 ودلالاته مثل الإمام الصفدي وكتابه الشهير (مورد النبع في عجائب العدد سبع) وفي رقم 7 سر من اسرار وعلوم الله ونبهنا الله عنه في أكثر من ايه تصل الغيب بالشهادة وتفتح ابواب الملك علي الملكوت .

ومن هنا ينصح العارفون بالعدد ومن أحد الوسائل طريقه حساب الجمل المتفق عليها بين جمهور العلماء ( وتسمى تحفة الأطفال في علم التجويد)

أبياتها ند بدا لذي النهى ** تاريخها بشرى لمن يتقنها

والند هو النبات الطيب الرائحة وبدا يعني ظهر وزي النهي يعني لذوي العقول

وطبقا لعلم وحساب الجمل ند بدا = 61 وكلمة بشرى لمن يتقنها 1198 وهي تاريخ كتابه النظم أي تحفة الأطفال عام 1198 وهو عدد كلمة (بشرى لمن يتقنها)

وطبقا لهذا العلم ايضا ومن المجربات اسم الله العزيز وعددها = 94

وعند التجارب لمن جرب وجد فيه تحقيق المراد من رب العباد يفتح أمامنا الأبواب المغلقة وييسر الصعب ويقرب البعيد واذكر وادعي بما تريد فأنت في حضرة رب مجيد يقول من دعاني اجيب وانا أقرب للمرء من حبل الوريد .

 

واما الطريقه الثالثه وهي المجربات

ومعنى المجربات أي التجربة العملية ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي ومعناها من ذاق عرف ومن عرف اغترف ومن حرم انحرف وجرب تجد .

يعني تدرك بالذوق الصدر ولا تدرك بالفكر والسطر فلا تقلبها بالفكر ولكن نشعر بها بالقلب وهذه التجارب التي أجراها على أوليائه فتجد الولي من عباد الله الشاكرين في خلوته ان حزبه أمر أو شق عليه امر فيذكر بكلمة التوحيد 1000 مرة فيجد صوت الهاتف يخبره احد المقربين ان الامر الفلاني انقضى وانحل فيقول لعلها صدفة ثم يمر الوقت يصادف مشكلة أخرى فيتذكر ما تم من قبل فسارع بالدخول إلى الخلوة والذكر وبنفس الطريقة والعدد 1000 فيجد الحل .

وهكذا توارثها الصالحين من الأولياء إلى يومنا هذا .

 

ويتهم بعض المارقين ان هذا العلم بدعة ولم يرد له نصا في القرآن او الحديث .

وهنا نقف قليلا لنعيش سويا في قصة أبي سعيد الخدري وهو في سفر من الأسفار فمر بقرية وهو برفقة قومه وقد ولاه النبي المصطفى في هذا السفر على القوم .

وأبو سعيد الخدري هو من الصحابة الذي قدم للأمة الاسلام اكثر من 1000 حديث مروي عنهم وهو من شباب صحابة النبي ومن كبار الأنصار .

 

أبو سعيد الخدري هو أبو سعيد سعد بن مالك بن سنان بن ثعلبة بن عبيد بن الأبجر بن عوف بن الحارث بن الخزرج من الصحابة استشهد أبوه مالك يوم في معركة أحد ، شارك أبو سعيد معركة الخندق، وبيعة الرضوان . وهو من رواة الحديث.

صحابي جليل من فقهاء الصحابة.. كانت أول مشاهده الخندق وشهد مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اثنتي عشرة غزوة… وروى عنه أكثر من 1000 حديث وحدث عنه التابعين وتابعي التابعين .

وهذة القصه عن ابو سعيد الخدري تؤكد بما لا يدع مجالا للشك عن صحة العدد وتؤكد الرقيه الشرعيه

ويحكي ان أبو سعيد الخدري وأصحابه في سرية بعثها النبي صلى الله عليه وسلم أميرا عليها، وكان أصحابه ثلاثين رجلاً، فمروا على حي من أحياء العرب فاستضافوهم فلم يضيفوهم، فلدغت العقرب سيد ذلك الحي فسعوا أهل الحي له ليداوة بما كانوا يعرفون من الدواء، فلم ينفعه شيء، فاقترحوا طلب أصحاب السرية أن يرقيه أحدهم، فجاءت جارية منهم وذكرت أن رجال الحي غائبون، وطلبت منهم إن كان عندهم من يستطيع الرقية، فقام أبو سعيد فرقاه بالفاتحة مع أنه ما كان يرقي سابقاً، فلما رقاه برأ بفضل الله، فور الانتهاء من القراءة وكانه فك عنه قيدة .

فأعطوهم ثلاثين شاة على عددهم، وأعطوهم شيئاً من اللبن.

ثم سأله أصحابه هل كان يحسن الرقية، فذكر أنه رقاه بالفاتحة، فأكل بعض الصحابة وأبي البعض عن الاكل الا ان يستفتون رسول الله في هذا الطعام هل هو حلال ام حرام وما فعله أبو سعيد الخدري بدعه ام حق وأمرهم بالتأني حتى يعرفوا الحكم من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما وصلوا المدينة سألوا الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال:

وما يدريه أنها رقية، وكلمة -وما يدريه- تقال عند التعجب من الشيء، وعند تعظيمه.

وأخبرهم الرسول صلى الله عليه وسلم، كما في رواية أبي داود وغيره أنها رقية حق، وأقر عملهم، وأمر أن يعطوه سهما مبالغة منه صلى الله عليه وسلم في تطيب خواطرهم، وفي بيان أن الفعل مشروع. وفيه جواز الرقية بالقرآن، ومشروعية الجعالة عليها،

والي حضراتكم نص الحديث

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كنا في مسير لنا فنزلنا فجاءت جارية فقالت : إن سيد الحي سليم وإن نفرنا غيب فهل منكم راق فقام معها رجل ما كنا نأبنه برقية فرقاه فبرأ فأمر له بثلاثين شاة وسقانا لبنا، فلما رجع قلنا له: أكنت تحسن رقية أو كنت ترقي قال: لا مارقيت إلآ بأم الكتاب، قلنا: لا تحدثوا شيئا حتى نأتي أو نسأل النبي صلى الله عليه وسلم، فلما قدمنا المدينة ذكرناه للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: وما كان يدريه أنها رقية، اقسموا واضربوا لي بسهم. رواه البخاري

 

ومن فضائل الاولياء اهل العلم والمعرفه واهل الشريعه والحقيقه الكثير والكثير فقد خصهم الله عز وجل بعلوم هي بمثابه الزخيرة الحيه التي لا تنضب ابدا فهي كالموج المتجدد الذي يؤتي الخير كل وقت وحين فلا يتوقف البحر عن امواجه “وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا ” وهكذا ترك لنا اولياء الله ارث ضخم من العلم والمععرفه وجعل منزلتهم في قلوبنا لا مثيل لها فلا تمر لحظة من اللحظات الا ويذكر فيه الاولياء بالدعوات والفواتح في العالم كله من يوم انتقالهم الي قيام الساعه ..

من الذي أعلى ذكراهم ومن يستطيع ذلك الا الله كم من ملوك وأمراء وانقطع خبرهم حتى علماءهم لا يذكرهم أبناءهم من اصلابهم وتذكروا دائما بالسوء اما كفروا وأما فسقوا او ما شابه ذلك من سوء الظن بعباد الله .

سبحان من ألقى محبته في قلوب عباده وتمضي السنون ويزداد حبهم واحبابهم هل يمدون الناس بأموال ام ينفق الناس أموالا لزيارتهم لعل يوم اللقاء يكون الجميع تحت راية جدهم المختار صلى الله عليه وسلم وال بيته واصحابه والأولياء نعم يوم القيامة هو يوم مشهود وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .

اللهم اهدنا بهداهم واجعلنا سببا لمن اهتدي واجعلنا في قلوب أوليائك الذين بشرتهم في الدنيا والآخرة وهذه بشراهم رأيناها ويراها من له قلب سليم

  1. اعزائي السادة القراء الاحباء نلتقي ان شاء الله في لقاء اخر في مقال اخر نغوص سويا في علم الله وموروث الاولياء .

محمد حجاب يكتب من كنوز العارفين بالله

 

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار