قصة

مش عاجبَك طلقني قصة قصيرة

جريدة موطني

مش عاجبَك طلقني
قصة قصيرة

بقلمي : طه هيكل

لم يتوقع سعيد أن تنتهي الحياة مع نانا
بتلك الصورة البشعة
هو من كان يعتقد أنه حقق حلمه الكبير وظفر بها بعد صراع مع عدد ممن تقدنوا لخطبتها ولكنه هو من فاز بقلبها
بدأت الحياة هادئة بينهما كأجمل زوجين
الحب يظلل حياتهما التفاهم بينهما بلغ قمته
كثر الحساد والكارهون
خرجت نانا للعمل على غير رغبته حاول أن يقنعها أن بيتها أولى بها خصوصا وقد بدأت أعراض الحمل عليها

أخيرا هيكون لي ابن ويناديني بابا
هكذا ردد سعيد تلك العبارة بينه وبين نفسه
كان أجمل خبر سمعه في حياته
يوم ذهبا للطبيبة وأخبرتهما بالحمل
كان سعيد مهندس بترول يغيب عن المنزل لأسابيع ويعود أياما قليلة
أحست نانا بالفراغ
حاولت أن تشغل نفسها بابنها الذي طالما راودها حلم الأمومة
لكنها فضلت أن تحضر مربية لطفلها حتى تتفرغ لعملها ولموهبتها التي تلح عليها وتحاول أن تنميها
كانت تكتب بعض الخواطر المتفرقة في أجندتها وقسمتها إلى مراحل
طفولتي
مراهقتي
دراستي
حبي الأول
خطوبتي
زفافي
حملي
ولادتي
ولم تتطرق إلى شخصية زوجها
لم تكتب حرفا له
مرت على أيام خطوبتها وزفافها مرورا سريعا
لم تتوقف عندها كأحداث قفزت فوق تلك الأيام
سعيد حلم فتيات كثير لكنه لم يكن حلمها
ظروفه مناسبة عمله مضمون مرتبه كبير
لكنها توقفت أمام خجله كان يخجل منها في أي حوار لأنها تنتقي كلماتها بعناية وتعبر بأسلوب راقي
هو لم يمتلك موهبة كموهبتها في التعبير حتى قابلت خالد ذلك الشاب الوسيم الذي ألقى بشباكه حولها ليصطادها
تزاملا في المكتب الذي تعمل به
كان شاردا يبحث في قاموسه عن كلمة لينتهي من الكلمات المتقاطعة التي تنم عن ثقافة وتمكن ولكنه وقف أمام كلمة من ستة حروف لم يستطع أن يعثر عليها
بادرته نانا قائلة :
مالك يا خالد ؟
مفيش بس مش لاقي كلمة
هي ايه؟
متشغليش بالك هلاقيها
ياعم ماتقول هو أنا هاأقبض منك حاجة
ضحك وقال :
كلمة من ستة حروف معكوسة لو حذفنا منها حرف أصبحت ثمانية
ضحكت نانا بصوت مرتفع
قائلة :
عثمانية احذف العين هاتبقى ثمانية

يخرب عقلك
جبتيها ازاي بالسرعة دي ؟
عبقرية يا ابني هو احنا شوية ف البلد دي
وفي المساء التقت مع الصمت
الصمت المريب الذي يملأ عالمها كل ليلة
وحدها تفكر! وحدها تعاني من وحدتها
تستعيد نظرات خالد فتفكر في الاتصال به
تطرد الفكرة
تفتح كتاب كيف تقتلين الملل لتقرأ فتمل القراءة من أول سطر .
ابنها في غرفة الشغالة ينعم بالهدوء والنوم يجافي مقلتيها
فكرت كثيرا أن تخرج
لكن الوقت متأخر والطريق غير آمن
هاتفت زوجها لم يرد
حتى بزغ الفجر وهي في قمة حيرتها
مابين الفراغ والملل وزوجها وخالد الذي يلقي على مسامعها قصائد غرامية بين الفينة والأخرى
عاد زوجها نهاية الأسبوع قابلته بعبوس ووجه مقطب وتكشيرة غريبة
*مالك يانانا ؟
*تعبانة
*نروح للدكتور ؟
*لا مفيش داعي
*طيب تصبحي على خير
ثارت ثائرتها وفلتت أعصابها
فجأة
*أنت ايه يا أخي ؟
مفيش إحساس ؟
*بتقولي ليه كده يانانا ؟
معرفش
ساد الصمت بينهما
حاول أن يسترضيها فلم تستجب
*ممكن تاخدي إجازة يومين من الشغل ونخرج ؟
*لا مليش نفس أروح مكان
مرت الأيام بها على تلك الحالة وهي مترددة حائرة خائفة
أهملت كل شيء حولها بيتها زوجها ابنها
كل تفكيرها في خالد توطدت العلاقة بينهما حتى وصلت بهما الحال إلى التفكير في الخيانة
لكنها رفضت الانصياع لتلك الفكرة
فقررت قطع علاقتها معه
انقطعت عن العمل حاول خالد الاتصال بها
قفلت الهاتف
سافر زوجها
بعد إجازة عصيبة
لم تشهد علاقتهما فترة توتر مثل تلك الفترة
وبعد عودة زوجها في المرة الأخيرة وجد أنها فصلت الغرفة بحاجز خشبي
تعجب سعيد من الأمر
*ماهذا بانانا ؟
*تغيير ياسعيد
ازاي يعني؟
*هو كده
ودار شريط حياتها ومعاناتها وتفكيرها في لحظات أمام عينيها
فألقت بقنبلتها في وجه سعيد
مش عاجبك طلقني !

طه هيكل 

مش عاجبَك طلقني
قصة قصيرةمش عاجبَك طلقني قصة قصيرة

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار