قصة

معاناة شاب

جريدة موطنى

معاناة شاب 

بقلم محمود سعيد 

عندما تبين الخيط الاسود من الليل، ادخل الي غرفتي واستعين بذكرياتي المخبئة في عقلي، ومنه متعلق بقلبي وانظر الي السماء ، وادعو الي من بناها، انظر الي البحر وامد بصري لكي اشاهد امل من بعيد انتظره، لكن الام الاحزان تعانقني، واحاول الملم ما تبقي من فرحي، لكن لم اجد منه الكثير انظر الي الارض واري رمال صفراء فاقع لونها لكنها لاتسرني، اجد في نفسي اهات لا تنتهي. 

انا علي عمري الان اربعون عاما، اكبر اخوتي وهذه حكايتي . 

كنت ادرس في كلية الصيدلة، في المرحله النهائيه واحب زميلة لي في نفس الفرقه،   

 وفي ليلة من اليالي الحزينه مات ابي، وشعرت بأن الايام اصبحت كئيبه، واصبح في رقبتي امي واخي عمر كان في المرحله الشهاده وامل في اولي ثانوي، 

انطررت بان ابحث عن عمل لكي انفق علي عائلتي، لكن دراستي عمليه، ولم استطيع ان اوفق بين دراستي وعملي،  

فقررت ترك الدراسه واتفرغ للعمل وعملت في إحدي الصيدليات، لكن حبيبتي لم توافقني في الرأي، وامي كانت لاحولا لها ولا قوه، وكان كل همي هم عائلتي، وتركتني حبيبتي ورحلت عني، وشغلتني الدنيا، وكبر اخوتي واصبح عمر في السنه النهائيه، وامل في كليه الاداب وتقدم اليها احد اقاربنا، وازداد همي بتحضير احتياجاتها للزواج، وانا العائل الوحيد لهم,، وفي انشغالي بكل هذا وبعد مرور سنوات طوال، واثناء ذهابي لشراء احتيتجات الصيدليه من مستحضرات تجميل 

رأيت حبي القديم، ونظرنا بعضنا البعض، وعيوننا كانت تتكلم، وجلسنا طويلا وحكي كلا منا عن ما مر به من صعوبات، وعلمت بانها تزوجت رجل عربي ومات زوجها ولم تنجب وترك لها اموال، واشترت به صيداليه، واصبحت من كبري الصيدلايات الان، وطلبت مني ان اسافر معها وكأن الدنيا تعيد فتح زراعيها وتستقبل احلامي وحبيبتي،   

وعدت الي البيت وانا اتراقص فرحا، والكل يتسائل، ماذا حدث له، هل جن، ودخلت علي اختي وقتلت لي، هل ممكن اسئلك علي سبب سعادتك حتي اشركك بها، قال نعم نعم اليوم رايت حبيبتي مها، بعد هذه السنوات، واستزوجها واسافر معها، لكي احقق احلامي، لقد جري بيا الزمن ياامل،  

وفجاءه نظرت اليه وعيناها تريد تبكي وتقول وتتركنا،  

فقال لها لقد تركت احلامي ودراستي، لاجلكم، هل اصبح حراما او مكروها، ان اجد احلامي، وسمعه اخوه وامه، فدخل اخوه عليه قال له معزرة يا اخي لقد سمعت حوراكما بدون قصد، هل تريد مفارقتنا، وترحل 

قال بلي وهل ظلمتكم يوما 

قال عمر لا لكن انت الظهر والسند انت الكيان انت الاهل  

قال علي وهل يحرم عليا بأن احقق احلامي ، وانت كبرت الان وممكن تتحمل المسؤليه بدلا عني،  

فقال عمر لن اغصب عليك ارحل واتركنا،  

كل هذا والام صامده ثم قالت انت السند يابني لكن لن اقف امامك مرة اخري،   

وخرج علي لكي يقابل حبيبته لكي يتفقوا علي موعد السفر،  

وعاد الي البيت، ودخل غرفته في هدؤ ولم يشعر به احد،  

وسمع اخوه يكلم اخته ويقول هذا قراي سوف اتحمل عبئ العائله، لن اكون اقل من علي وهذا قدرنا،  

وجلس علي في غرفته يفكر ويفكر، وفجأه سمع الأمطار تتساقط بشدة وأصوات البرق والرعد عالية جدا والسماء تتلألأ فيها الأنوار بألوانها المختلفة .

  وشاهد جمال السماء بعد تساقط الامطار، وجلس هكذا حتي بين الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر،  

ونزل مسرعا وذهب الي الصيدليه، وفتح بابها وجلس يفكر،  

وجائته مها حبيبته وقالت لها احضرت حقيبتك ياعلي السفر بعد غد،  

فقال لها في حزن لن اسافر 

قالت ماذا  

قال لن اسافر لن اترك عائلتي 

قالت تضيع منك فرصه اتتك مرة اخري، الا تتعلم، اذا رحلت فلن تراني وستظل عامل في هذه الصيدليه،  

قال هذا قدر لن ابكي امي سوف اجلس تحت قدميها واكون سند لاخوتي  

قالت اخوتك سوف يتخرجوا ويعملوا ويتزوجوا ويتركوك وامك سوف تموت لن تعيش كثيرا  

قال لها سوف اكون خادما لها طيلة حياتها ولاخوتي سند حتي مماتي ولن اتزوج لحبي لكي ،  

وعادت الي البيت و مع الليل، ادخلت الي غرفتي وافتحت صندوق زكرياتي المخبئ في عقلي، ومنه متعلق بقلبي الي السماء ، وادعو الي من بناها، انظر الي البحر وامد بصري لكي اشاهد امل من بعيد انتظره، لكن الم الحزن يعانقني، واحاول الملم ما تبقي من فرحي، لكن لم اجد منه الكثير انظر الي الارض واري رمال صفراء فاقع لونها لاكنها لاتسرني، اجد في نفسي اهات لا تنتهي. والكل يعتقد بانني اجهز حقيبتي،  

وخرجت اليهم وخذتهم بين احضاني والدموع تتساقط وقلت لهم، لن اترككم حتي اموت فبكو جميعا وقبلوه وكانت لحظات صعبه كلها احزان وافراح، 

وضحي بحبيبته، لكن القدر يشاء والله علي كل شيء قدير،  

سمعوا دقات علي باب البيت، ففتح علي الباب راي امامه حلم عمره، فقالت له من يترك حبيبته والدنيا لاجل امه واهله فلن يضعيني يوما واكون في امان معه، وكانت فرحا وسعاده وتزوجوا وعاشو في سعاده، من كان برا لابويه كانت الدنيا ملك يديه

معاناة شاب

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار