خطورة التقدم في زمن الإنترنت
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله الذي كان بعباده خبيرا بصيرا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه اجمعين وسلم تسليما كبيرا أما بعد، لقد اختار الله سبحانه وتعالي أصحاب الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم له حيث قال ابن عمر رضي الله عنهما كان أصحاب رسول الله خير هذه الأمة قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، قوم أختارهم الله عز وجل لصحبة نبيه ونقل دينه، فلله درّ أقوام أخلصوا الأعمال وحققوها، وقيدوا شهواتهم بالخوف وأوثقوها، وسابقوا الساعات بالطاعات فسبقوها، وخلصوا أعمالهم من أشراك الرياء وأطلقوها، وقهروا بالرياضة أغراض النفوس الردية فمحقوها.
ولقد كانت مكانة الصحابة عند الحبيب صلي الله عليه وسلم كبيرة وكانت محبة النبي صلي الله عليه وسلم لأصحابه عظيمة، وتربيته لهم قويمة فكان يتعامل معهم بلطف واهتمام شديد ، فكانت البشاشة تملأ وجهه نورا وسرورا وهو يسأل عن حالهم ويطيّب خاطرهم ولقد وصفَه الله تعالى بلين الجانب لأصحابه، وكان يدافع عنهم ويذكر فضلهم ونهي عن سبهم واتخاذهم غرضا، وهم قوم صعدت صحائفهم من الأكدار صافية، وارتفعت أعمالهم بالإخلاص ضافية، وأصبحت نفوسهم عن الدنيا متجافية، والناس في أخلاط والقوم في عافية، ففاق المولى منهم على الرئيس القرشي، فعليكم بإتباع سنة نبيكم وحبيبكم محمد صلي الله عليه وسلم وإياكم وخطورة العولمة وخطورة التقدم في زمن الإنترنت، وإن من وسائل الحد من خطورة الإنترنت.
هو أن يكون التعامل مع الإنترنت في مكان عام، بحيث يكون هناك وقاية للشباب والفتيات من استماع أو رؤية ما لا يحل، فالغالب على الشباب والفتيات حب الاستطلاع، ورؤية مالا ينبغي، فإذا حرص ولي الأمر على وضع هذا الجهاز في مكان عام يراه الداخل والخارج ساعد ذلك في عدم الوقوع، فيما لا يرضي الله تعالى، وإن في هذا العصر الذي تكالبت فيه قوى الظلم والبغي والعدوان للنيل من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنجد الدعوات الصارخة من الحاقدين الحاسدين على الإسلام، والجاهلين بأخلاقياته وآدابه، لمساواة المرأة بالرجل في الحقوق والواجبات دون تفضيل، بل وتمييز المرأة أحيانا بأمور كثيرة عن الرجل، وذلك بدعوى أنهم في القرن الحادي والعشرين، يريدون أن يتقدموا بمثل هذه الأساليب البعيدة عن الإسلام وقيمه ومبادئه وتعاليمه.
وكذبوا ظنا منهم بأن النبى صلى الله عليه وسلم كان منذ أكثر من أربعة عشر قرنا، فالحضارة الآن في نظرهم هي التقدم والرقي ومحاكاة الغرب في جميع أفعالهم وأحوالهم، يريدون بالمرأة أن تخرج من خدرها، كي تلتهمها الذئاب البشرية، وهم أول من يريدون التهامها، والهتك بعرضها، ولكن هيهات هيهات، وأين الثرى من الثريا، فقد جاء الإسلام الحنيف محافظا على المرأة، آمرا إياها أن تلتزم بيتها، وإن خرجت تخرج في إطار ما سمح لها به الشرع، وكما جاء الإسلام كذلك ناصرا للمرأة في كل أحوالها وأعمارها، فقد كرمها الإسلام والدة، وكرمها زوجه، وكرمها طفلة، غير أن الذي يلفت النظر بصورة أكبر في رحمة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بالنساء، هو جانب التطبيق العملي في حياته صلى الله عليه وسلم.
فلم تكن هذه الكلمات الرائعة مجرد تسكين لعاطفة النساء، أو تجمل لا حقيقة له، بل كانت هذه الكلمات تمارس كل يوم وكل لحظة في بيته صلى الله عليه وسلم، وفي بيوت أصحابه رضوان الله عليهم. خطورة التقدم في زمن الإنترنت