المقالات

الدكروري يكتب عن الوفاء للعامل الأجير

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن من الأمور التي يجب فيها الوفاء، هو الوفاء للعامل الأجير، بإعطاء الأجير أجره، فعن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “اعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه” رواه ابن ماجه، ومنها وفاء العامل بعمله وذلك بأن يعمل العامل، ويعطي العمل حقه باستيفائه خاليا من الغش والتدليس، فعن السيدة عائشة رضى الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “إن الله عز و جل يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه” رواه الطبرانى، ومن الوفاء ، هو الوفاء بما التزم به من بيع أو إجارة، ووفاء الولاة والأمراء بالعهود والمواثيق في علاقاتهم مع الدول، فليعلم العبد أنه سيسأل عن وفائه يوم القيامة، فقد قال الله عز وجل فى سورة الإسراء “وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤلا” فماذا يكون جواب العبد إذا سئل عن وعوده وعهوده.

وعقوده التي أمره الله تعالى بالوفاء بها وأدائها، فقال سبحانه فى سورة النحل ” وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم” وقال الله عز وجل فى سورة المائدة ” يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود” فماذا يكون جوابه وقد أخلف وعده وضيع عهده وخان أمانته؟ فليحذر العبد من إخلاف الوعد والعهد، وليعلم أن ذلك من خصال النفاق ونعوذ بالله من النفاق، فواجب على المسلم أن يفي بما التزم به مع الآخرين من عهود ووعود وعقود في بيع أو إجارة أو عمل، أو غير ذلك من العهود المعروفة، وسواء كانت هذه العقود والعهود والوعود مبرمة بين المسلم وأخيه المسلم، أو بين المسلم وغير المسلم، فالوفاء واجب مع الجميع، وإن للوفاء فوائد متعددة ، فمن فوائد الوفاء محبة الله عز وجل حيث قال تعالى فى سورة آل عمران ” بلى من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين”

ومن أوفى بعهد الله من توحيده وإخلاص العبادة له، أوفى الله بعهده من توفيقه إلى الطاعات وأسباب العبادات، وإثابتهم على ذلك، فقال تعالى فى سورة البقرة ” وأوفوا بعهدى أوف بعهدكم وإياى فارهبون” وقال ابن جرير وعهده إياهم أنهم إذا فعلوا ذلك أدخلهم الجنة، وخيار الناس من عرف بالوفاء فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن خيار عباد الله الموفون المطيبون” وإن من ثمرات الوفاء هو مضاعفة الأجر والثواب حيث يقول الله عز وجل فى سورة الفتح ” ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما” وإن من الثمرات أيضا هو الفوز بالنعيم المقيم في الجنة، حيث يقول تعالى فى سورة الرعد.

” أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولو الألباب، الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق، والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب، والذين صبروا إبتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرءون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار، جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب، سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار” ويقول النبى صلى الله عليه وسلم ” اضمنوا لى ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة، اصدقوا إذا حدثتم وأوفوا إذا وعدتم وأدوا إذا أئتمنتم وأحفظوا فروجكم وغضوا أبصاركم وكفوا أيديكم” رواه أحمد.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار