زمن العجائب
بقلم : محمود توفيق النقيب
إنه زمن العجائب لا محالة، زمن غريب عجيب، تبدلت فيه المفاهيم وانهارت القيم، وعمّت مظاهر الجنون وغياب المنطق. أصبح القابض على ما بقي من مدارك عقله كالقابض على جمرة، ما الذي يحدُث في رؤوس البشر؟ كيف تغيّر بعضهم إلى هذا الحد الجذري غير القابل للتبرير.
في زمن العجائب كل شيء بات متوقعاً، وإن كان مستحيلاً، أو بنطاق (اللا ممكن)، يقصى الشريف، ويقرب المنافق، يهمش المخلص، ويصعد الواشي، يصدق الكاذب ويكذب الصادق
اصبحنا نعيش في زمن مخيف ، زمن تكثر به الفتن والغفلة ، زمن اصبح فيه الحرام حلال والحلال لا طعم له .
في زمن العجائب، كل الأمور باتت معكوسة، وصادمة، ومحبطة، نراها بأم أعيننا منذ أن نصبح حتي ننام كان في السابق الاسرة كاملة مكتملة بين العائلة يسود بينهم الود والاحترام والسؤال وتجمعهم السهرات الجميلة امام الشاشة الصغيرة للتلفاز لحضور فيلم ابيض واسود اما الان فكل الأسر متفككه يسود عليها الحقد والغل والحسد بل وصلنا الي ان الاسرة الواحده لو فيها اكثر من اخ يريد بعضهم أن يرث اخوته وهم علي قيد الحياه الي اي الأزمنة وصلنا هذا زمن مرعب بكل ما تحمله الكلمة
في زمن العجائب، باتت الطيبة، والإخلاص، والوفاء بالعهود، بالصداقة، والزواج، مؤشر ضعف، وغباء، وعامل تحفيز من الآخرين، للتحطيم، والتدمير، والإقصاء من الحياة نفسها.
نعيش في زمن مخيف جداً لايعرف الانسان ماذا يصدق وبمن يثق.!
اصبحنا في زمن نتباهي بشهادتنا نتباهي بما اشترينا وبما لبسنا والي اين سافرنا ومن اشتري ومن باع الأول دخلنا في سباق علي المراكز الاولي .
ليتنا نتسابق علي الجوهر مثلما نتسابق علي المظهر لقد نسينا ان جمال القيم في الحفاظ عليها والتحلي بها لقد عاصرنا رجالا ونساء لم يعرفوا القراءة والكتابة ولكنهم اتقنوا علم الكلام لم يدرسوا الأدب ولكنهم علمونا الأدب لم يدرسوا قوانين الطبيعة وعلوم الاحياء ولكنهم علمونا فن الحياة لم يقرؤوا كتابا واحدا عن العلاقات ولكنهم علمونا حسن المعاملة والاحترام لم يدرسوا الدين ولكنهم علمونا الإيمان لم يدرسوا علم التخطيط ولكنهم علمونا بعد النظر لم يدرسوا كتابة العقود فكلمتهم هي الرابط وهي العقد فعلمونا إحترام الموقف والمبدأ والكلمة ليتنا نجمع اخلاقهم ونعلمها وندركها قبل فوات الأوان حتي نعلمها لأبنائنا