الإدمان وتأثيره على الأخلاق في المجتمع
بقلم أمينه ربيع عبدالله
يُعدّ الإدمان من أخطر الظواهر الاجتماعية التي تهدد تماسك المجتمعات واستقرارها، فالإدمان لا يقتصر على تعاطي المواد المخدّرة فحسب، بل يشمل أيضًا كل سلوك أو عادة يسيطر على الإنسان بشكل يفقده السيطرة على نفسه ويُضعف قدرته على التمييز بين الصواب والخطأ، ومع اتساع دائرة هذه الظاهرة في العصر الحديث، أصبح من الضروري الوقوف عند آثارها السلبية، خاصة على الجانب الأخلاقي الذي يُعتبر الأساس في بناء الفرد والمجتمع.
يأثر الإدمان على القيم الفردية حيث يضعف الإدمان الإرادة الإنسانية ويجعل الفرد رهينة رغباته ونزواته، فيتخلى عن الكثير من المبادئ التي تربى عليها، كما يدفع المدمن إلى الكذب والتهرب من المسؤولية، ويزرع داخله ميولاً أنانية لا تراعي مصلحة الأسرة أو المجتمع.
وأيضًا يأثر الإدمان على العلاقات الاجتماعية حيث أن الأخلاق هي الرابط الأساس الذي يجمع الناس، لكن مع تفشي الإدمان تتصدع هذه الروابط، فالمدمن قد يلجأ إلى السرقة أو الخداع من أجل إشباع حاجته، مما يزعزع الثقة بين الأفراد، ويؤدي إلى تفكك الأسر وازدياد النزاعات.
ويعتبر الإدمان مهدد كبير للقيم المجتمعية ومع انتشار هذه الظاهرة يضعف التماسك الأخلاقي العام، ويخلق بيئة يسودها العنف والانحراف، كما أن المجتمع المدمن يواجه صعوبة في تحقيق التنمية، لأن القيم الإيجابية مثل العمل الجاد والأمانة والانضباط تتراجع أمام سلوكيات سلبية كالتكاسل والاستهتار الذي ينتج عن الإدمان
كمان الإدمان يكون سبب من اسباب البعد عن الدين والأخلاق
حيث ان الأديان جميعها تحث على حفظ النفس والعقل، وتنهى عن كل ما يُفقد الإنسان وعيه وكرامته، لذلك فالإدمان يُعد خيانة للأمانة التي أودعها الله في الإنسان، وهو انحراف عن الفطرة السليمة التي تدعو إلى الفضيلة والاعتدال.
ومن اجل ذلك فإن الإدمان ليس مجرد عادة سيئة، بل هو طريق نحو انهيار القيم الأخلاقية وتفكك المجتمع. ومواجهته لا تكون فقط بالعقوبات، بل أيضًا عبر التوعية، وتعزيز دور الأسرة، ونشر ثقافة الالتزام بالقيم الإنسانية والدينية، فالمجتمع الذي يحافظ على أخلاقه قادر على مواجهة أي تحدٍّ، أما إذا انهارت الأخلاق، فإن البناء كله ينهار.
الإدمان وتأثيره على الأخلاق في المجتمع
