أولاد السيدة فاطمة الزهراء
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 27 أكتوبر 2024
الحمد لله الذي جعل في اختلاف الليل والنهار تبصرة لأولي الألباب وذكرى، وجعل هذه الدار مجازا تفضي لمن عليها إلى الدار الأخرى، ويسر من شاء من عباده لليسرى، وجنبه العسرى، ويسر مسالك الطاعات وسهلها وجزى على الحسنة الواحدة عشرا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلها واحدا أحدا وترا، شهادة تكون لقائلها في المعاد ذخرا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صاحب المقام المحمود والشفاعة الكبرى، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير عن السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها بنت النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأما عدد أولاد السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها وأسماؤهم فكان للسيدة فاطمة رضي الله عنها خمسة أولاد ثلاثة ذكور.
هم الحسن والحسين ومحسن وابنتان، هما أم كلثوم، وزينب رضي الله عنهم جميعا، وأما عن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فهو الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي، وأمه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكما أن أمه رضي الله عنها سيدة نساء أهل الجنة، فابنها الحسن هو سيد شباب أهل الجنة، وولد رضي الله عنه في السنة الثالثة من الهجرة، في منتصف شهر رمضان، وسمّاه النبي صلى الله عليه وسلم بالحسن، وعق عنه كبشا وكان أشبه الناس بجده رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويذكر أنه كان متزوجا بأربع زوجات، ورزق منهن بثلاثة وعشرين ولدا خمسة عشر ذكرا وثماني إناث، وكما أن من مناقبه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحبه، حيث دعا له قائلا ” اللهم إني أحبه فأحبه وأحبب من يحبه ”
وهو من أهل بيت النبي الأطهار، وقد كان يروي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وكان عابدا ذاكرا لله، كريما معطاء وإضافة إلى ما سبق، فقد شهدت له مواقفه على تواضعه إذ كان يقبل دعوة ضعاف الناس، وفقرائهم، إن دعوه إلى الطعام أيا ما كان هذا الطعام، فلم تنسه السيادة التي أعلنها له رسول الله صفة التواضع لله، والترفق بالناس، حيث بيّن النبي صلى الله عليه وسلم للناس مكانة الحسن بن علي، وبشرهم بأن الحسن سيكون سيدا بين الناس، وسيصلح الله به بين الناس فيما روي عنه صلى الله عليه وسلم ” حين قال ” إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين عظيمتين” وكان رضي الله عنه مجتهدا في التقرب إليه سبحانه، وزهد في الدنيا وزينتها، وأقبل على ربه، فكان إذا توضأ تغير لونه خوفا وإجلالا لله عز وجل.
أما وفاته رضي الله عنه فقد كانت بعد مرضه وله من العمر ستة وأربعون عاما، في اليوم الخامس من شهر ربيع الأول في العام التاسع والأربعين من الهجرة، ودفن إلى جانب أمه فاطمة الزهراء في البقيع، وأما عن الحسين بن علي بن أبي طالب وهو الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي، ابن السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنهما وله من الفضل والمكانة ما لأخيه الحسن رضي الله عنهما فهو ريحانة النبي صلى الله عليه وسلم من الدنيا، وسيد شباب أهل الجنة، وولد في شهر شعبان من السنة الرابعة للهجرة، وكان رضي الله عنه شبيها بجده رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان شعر رأسه شديد السواد كما لحيته، وأما عن محسن بن علي بن أبي طالب فقد توفي بعد ولادته وهو صغير جدا.
وأما عن أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب وهي أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب الهاشمية، أمها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وولدت قبل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وهي شقيقة الحسن والحسين، وقد رأت جدها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أنها لم تروي عنه الحديث، وقد تزوجت رضي الله عنها من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكانت خير عون له في خدمة الرعية، ومما ورد عنها أنها أرسلت بهدية إلى زوجة ملك الروم مع الهدية التي أرسلها زوجها عمر إلى ملك الروم، وكانت الهدية قوارير من طيب، فردت زوجة ملك الروم على هديتها بهدية أخرى وهي عقد ثمين، وحين أخبرت عمر بن الخطاب بذلك طلب منها أن تبيع العقد، وتدفع ثمنه إلى بيت مال المسلمين.
وأما عن زينب بنت علي بن أبي طالب وهي زينب بنت علي بن أبي طالب الهاشمية، وهي ابنة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وولدت رضي الله عنها في العام السادس من الهجرة، وكانت من النساء اللواتي تميزن برجاحة العقل، كما كانت جزلة ذكية، تزوجت من ابن عمها عبدالله بن جعفر، فولدت له أربعة ذكور، وابنة واحدة، وهم علي وعون، وعباس، ومحمد، وأم كلثوم، وقد توفيت أمها عنه وهي في سن الخامسة.
أولاد السيدة فاطمة الزهراء