المقالات

إرضي ذاتك

كتب – محمد خضر

سكوتك عما لا يرضيك تنازلاتك، تغاضيك عما أتعبك، إخفاؤك لرفضك تحملك، كتمانك، جميعها صلابة لكنها لن تؤلم أحداً سواك،ولا تعتقد أن كل من تسأله عن مكان ما سيدلك على الطريق الصحيح بعضهم يصف لك الطريق ليزيد ضياعك فلو لم يكن الخيط مستقراً في عمق الشمعة لما إستطاع إحراقها كذلك نحن لم يحرقنا إلا من تسلل إلى أعماق قلوبنا كذلك الأواني الفارغة تحدث ضجة أكثر وأكبر من الأواني الممتلئة وكذلك البشر لايحدث ضجة إلا ذو العقول الفارغة فلا تضيع وقتك بالمجادلة معهم، و‏لا تتوقع ممن نقل لك قبيح أفعال الآخرين، أن ينقل لهم جميل ماتفعل، ولا تنافس على مكانك عند أحد، بل يجب أن تؤمن بأن المكان لو كان لك لن يكون لشخص ثاني أو لشخص أخر، و‏عندما تكتفي بذاتك يصبح وجود الناس في حياتك لطيف وغيابهم لا يضر.
فالعطاء ليس دائماً بالمنح بل أحياناً يكون العطاء بالمنع فكتمان الغضب، وستر أسرار الناس، وكف اللسان هو من أنبل أنواع العطاء، وليس من العيب أن تقول لشخص ما أنك ما تقدر تبادله الشعور وإنما العيب إنك تجامله فترة بسيطة وتسعده بعدها تكسر قلبه.
فالبعض مهما أوجعته لايسئم منك، وإن حزن عليك يعود سريعاً وكأن لم يحصل شيئاً لأن في قلبه حباً طاهراً يزهر لك لاتخسره، و‏القلب المتسامح يتنازل عن أشياء كثيرة، كي لا يخسر من يحب ويتحمل كثيراً لكن حين يتغير لن يعود كما كان أبداً.
ولهذا عامل الناس دائماً على مبدأ “إن لم تنفعه فلا تضره، وإن لم تفرحه فلا تغمه، وإن لم تمدحه فلا تذمه”.
فبعض الأبواب لم تُفتح لأنها ليست لك، وإن فتحت لك الأبواب أترك أبواب حياتك مفتوحةليدخل من يدخل ويخرج من يخرج
لا تتعلق بداخل ولا تحزن على مغادر فلن يبقى معك إلا الله. فالإبتلاء في الحياة ليس إختبار لقوتك الشخصية بل إختبار لقوة إستعانتك وثقتك بالله.
لن يخذل الله طُرقك المتكررة لبابه، لن يخذل الله قلبك الخائف الذي ساقك إليه بكل ثقة، لن يخذل يقينك الذي لم يغلبه الشك حين تركت كل شيء خلفك الأبواب المفتوحة، والأيدي الممتدة، والصدور الواسعة والضحكات المؤنسة، وركضت إليه حائراً مستضعفاً، متعلقاً برحمته ولطفه وقدرته.
بعض الأشخاص اختفوا من حياتك لأنهم صفحة وليسوا كتاباً، بعض الفرص ضاعت لأنك بحاجة للخبرة أكثر من الحظ جميل هو القلب الذي يعيش على أمل أن كل شيء سيكون بخير، كل الأمور المقسومة لنا خير، حتى وإن كانت وجعاً حقيقياً.
عندماتتحول فجأة لشخص لا يُعاتب أحداً يتجنب المناقشات التي لا جدوى منها ينظر للراحلين عنه بهدوء، ويستقبل الصدمات بصمتٍ مريب فاعلم أنك بلغت أقصى مراحل النضج.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار