الاعمال الصالحة تنفع صاحبها
الاعمال الصالحة تنفع صاحبها
بقلم : أشرف عمر
الاعمال الصالحة تنفع صاحبها
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ:
*{ الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ ، وَيَقُولُ: الْقُرْآنُ مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ ، قَالَ : فَيُشَفَّعَانِ }.*
حديث صحيح رواه أحمد، وصححه الألباني في صحيح الجامع.
*شرح الحديث:*
الأعمالُ الصَّالحةُ تَنفَعُ صاحبَها عندَ اللهِ سُبحانه وتعالى، وذلك بفَضْلِ اللهِ ورَحمتِه، ومِن ذلك القُرآنُ والصِّيامُ والقيامُ للهِ، كما يُخبِرُ في هذا الحَديثِ عبدُ اللهِ بنُ عمرِو بنِ العاصِ رضِيَ اللهُ عنهما: أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: “الصِّيامُ”، أيْ: صِيامُ رمضانَ، أو مُطلَقُ الصِّيامِ: الفرضِ والتَّطوُّعِ، “والقرآنُ”، أي: قِراءةُ القُرآنِ، والقُرآنُ هنا عِبارةٌ عنِ التَّهَجُّدِ والقِيامِ به باللَّيلِ، كما عُبِّرَ به عنِ الصَّلاةِ في قولِه تَعالى: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ} [الإسراء: 78]، “يَشْفعانِ للعبْدِ يومَ القيامةِ” شفاعةً حقيقيَّةً، كما دلَّ عليه قولُه: “يقولُ الصِّيامُ: أيْ ربِّ إنِّي مَنعَتُه الطَّعامَ والشَّهواتِ بالنَّهارِ”؛ وذلك أنَّ الصَّائمَ يَمتنِعُ عن الطَّعامِ والشَّرابِ والجِماعِ مِن أذانِ الفجرِ إلى أذانِ المغربِ، “فشَفِّعْني فيه”، أي: اقْبَلْ شَفاعتِي ووَساطَتي فيه، “يقولُ القرآنُ: ربِّ مَنعَتُه النَّومَ باللَّيلِ”؛ وذلك أنَّ قائمَ اللَّيلِ يَمنَعُ نفْسَه النَّومَ إقبالًا على اللهِ بصلاتِه وطولِ القِيامِ، وقرَنَ بيْن الصِّيامِ والقيامِ هنا؛ لأنَّ الصِّيامَ غالبًا يُلازِمُه القيامُ فيه، “فشَفِّعْني فيه”، أي: اقْبَلْ شَفاعتِي ووَساطَتي، أي: فِي حَقِّهِ، “فيَشفعانِ”، أي: يَقْبَلُ اللهُ عزَّ وجلَّ شَفاعتَهما، وهذا دليلٌ على عَظَمَتِهما.
صبحكم الله بكل خير وصحة وسعادة وبركة في العمر والرزق وطاعة وحسن عبادة.