المقالات

الدكروري يكتب عن أسرة مسلم بن عقيل

الدكروري يكتب عن أسرة مسلم بن عقيل

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

الدكروري يكتب عن أسرة مسلم بن عقيل

لقد تزوج مسلم بن عقيل بن أبي طالب رضى الله عنه، من السيده رقية بنت الإمام على رضى الله عنه، وهي بنت عمه، فولدت له عبدالله وعلي، وكان له ابن يسمى محمد وهو من أم ولد، وأما ولداه، مسلم وعبدالعزيز لم يعيّن ابن قتيبة أمهما، وقيل أن له بنت اسمها حميدة وكانت أمها هى السيده أم كلثوم الصغرى بنت الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنه، وحيث لا يصح الجمع بين الاختين، فلابد من فراق احداهما أو موتها، وقد تزوج السيده حميدة بنت مسلم، ابن عمها وابن خالتها عبدالله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب، وأمه زينب الصغرى بنت الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنه، وكان شيخا جليلا محدثا فقيها وقد عده الشيخ الطوسي من رجال الامام الصادق رضى الله عنه.

 

وقد جزم الترمذي بصدقه ووثاقته، وقد خرّج حديثه في جامعه، كما احتج به أحمد بن حنبل والبخاري وأبو داود وابن ماجة القزويني وقد مات سنة مائه واتنين وأربعين من الهجره، وقد ولدت السيده حميدة، بنها محمد، وقد أعقب محمد من خمسة أولاد وهم، القاسم وعقيل وعلي وطاهر وابراهيم، وقد كانوا أولاد مسلم الذكور خمسة أولاد، وهم، عبدالله ومحمد، وقد استشهدا يوم الطف، واثنان قتلا بالكوفة، ولم نقف على شيء من أمر الخامس، وقيل أنه قد وصل مسلم رضى الله عنه، إلى الكوفة، في الخامس من شوال سنة ستين من الهجره، فنزل في دار المختار بن أبي عبيدة الثقفي، وأقبلت الناس تختلف إليه، فكلما اجتمع إليه منهم جماعة، قرأ عليهم كتاب الإمام الحسين رضى الله عنه. 

 

وهم يبكون، وبايعه الناس، حتى بايعه منهم ثمانية عشر ألف، وقد كتب مسلم رضى الله عنه، كتاب من الكوفة إلى الإمام الحسين رضى الله عنه، وقد جاء فيه ” أما بعد، فإن الرائد لا يكذب أهله، وأن جميع أهل الكوفة معك، وقد بايعني منهم ثمانية عشر ألف، فعجّل الإقبال حين تقرأ كتابي هذا، والسلام” وقد أرسل العملاء إلى يزيد رسائل تخبره عن مجيء مسلم رضى الله عنه، ومنها ” أما بعد، فإن مسلم بن عقيل قد قدم الكوفة، وبايعته الشيعة للحسين بن علي بن أبي طالب، فإن يكن لك في الكوفة حاجة فابعث إليها رجلا قويا، ينفذ أمرك، ويعمل مثل عملك في عدوك، فإن النعمان بن بشير رجل ضعيف أو هو يتضعّف” وقد كتب يزيد بن معاوية رسالة إلى واليه في البصرة، عبيد الله بن زياد.

 

يطلب منه أن يذهب إلى الكوفة، ليسيطر على الوضع فيها، ويقف أمام مسلم رضى الله عنه، وتحركاته، ومنذ وصول ابن زياد إلى قصر الإمارة في الكوفة، أخذ يتهدد ويتوعد المعارضين والرافضين لحكومة يزيد، ولما سمع مسلم رضى الله عنه، بوصول ابن زياد، وما توعد به، خرج من دار المختار سرّا إلى دار هاني بن عروة ليستقر بها، ولكن جواسيس ابن زياد عرفوا بمكانه، فأمر ابن زياد بإلقاء القبض على هاني بن عروة وسجنه، ولما بلغ خبر إلقاء القبض على هاني بن عروة إلى مسلم، أمر رضى الله عنه، أن ينادى في الناس، يا منصور أمت، فاجتمع الناس في مسجد الكوفة، فلما رأى ابن زياد ذلك، دعا جماعة من رؤساء القبائل، وأمرهم أن يسيروا في الكوفة. 

 

ويخذلوا الناس عن مسلم، ويعلموهم بوصول الجند من الشام، فلما سمع الناس مقالتهم أخذوا يتفرقون، وكانت المرأة تأتي ابنها وأخاها وزوجها وتقول، انصرف الناس يكفونك، ويجيء الرجل إلى ابنه وأخيه ويقول له، غدا يأتيك أهل الشام فما تصنع بالحرب والشر؟ فيذهب به فينصرف، فما زالوا يتفرقون حتى أمسى مسلم وحيدا، ليس معه أحدا يدله على الطريق. 

الدكروري يكتب عن أسرة مسلم بن عقيل

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار