المقالات

الدكروري يكتب عن الحاجة إلى مواساة الناس

الدكروري يكتب عن الحاجة إلى مواساة الناس

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

يروي عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله تعالى في نب الله الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام ” رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني ” وقول نبي الله عيسى عليه الصلاة والسلام ” إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ” فرفع يديه صلي الله عليه وسلم وقال اللهم أمتي أمتي، وبكى، فقال الله يا جبريل، اذهب إلى محمد، وربك أعلم فسله ما يبكيه؟ فأتاه جبريل، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال، وهو أعلم، فقال الله تعالى يا جبريل، اذهب إلى محمد، فقل إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك ” رواه مسلم، ويجبر الله تعالي كل الخلق ويجبر من يدعوه باستجابة الدعاء وكشف الضر.

 

وفي هذا الزمان تشتد الحاجة إلى مواساة الناس، والتخفيف عنهم وتطييب خاطرهم لأن أصحاب القلوب المنكسرة كثيرون، نظرا لشدة الظلم الاجتماعي في هذا الزمان، وفساد ذمم الناس واختلاف نواياهم، ففي مجتمعاتنا ترى أن هذه معلقة لا هي زوجة، ولا هي مطلقة، وهذه أرملة، وذاك مسكين، وهذا يتيم، والآخر عليه ديون وفي حالة غم وهم، ففي مجتمعاتنا ترى أن هذه معلقة لا هي زوجة، ولا هي مطلقة، وهذه أرملة، وذاك مسكين، وهذا يتيم، والآخر عليه ديون وفي حالة غم وهم، وهذا لا يجد جامعة، وذاك لا يجد وظيفة، وهذا لا يجد زوجة، أو لا يجد زواجا، وذاك مريض، والآخر مُبتلى، والهموم كثيرة، وتطييب الخاطر لا يحتاج إلى كثير جهد، ولا كبير طاقة، فربما يكفي البعض كلمة من ذكر.

 

أو دعاء، أو موعظة، وربما يحتاج الآخر إلى مساعدة، وينقص ذاك جاه، وينتظر البعض قضاء حاجة، ويكتفي البعض الآخر بابتسامة، فعلينا أن نجتهد بإدخال الفرح والسرور إلى قلوب إخواننا، ولا نبخل على أنفسنا، فالصدقة والخير نفعه يعود إليك، فهذه هي الخواطر، ما سُميت بذلك إلا لأنها تخطر على القلب من غير قصد، وقد يغذيها العبد بالتفكر في نوعها، فمن أكثَر من التفكير في شيء كانت خواطره غالبا من جنس هذا الشيء، فيدخلها القصد من هذا الوجه، وإن الخواطر نوع مِن الإلهام، والإلهام إنما ينفع ذوي الأفهام، وأما الجامدون فهم محصورون تحت أسنة الأقلام، وإن أحكام الشريعة جاءت بمراعاة الخواطر وجبرها، وتطييب النفوس عند كسرها، فمراعاة المشاعر. 

 

وجبر الخواطر جزء من شريعة الإسلام، وعبادة نتقرب بها إلى الرحمن، فصاحب النفس العظيمة، والقلب الرحيم، رؤوف بإخوانه، رفيق بهم، يجتهد لهم في النصح، ويحب لهم الخير كما يحبه لنفسه، ولا يحمل في صدره غِلا لهم، ويتجاوز عن هفواتهم، ويلتمس الأعذار لأخطائهم، ويجبر خواطرهم، ويطيب نفوسهم، وأما صاحب اللفظ الجافي، والقلب القاسي فقد مضت سنة الله تعالى أن ينفر الناس منه، فلا يُقبل منه توجيه ولا دعوة، ولا تسمع منه نصيحة، ولا يرتاح له جليس، ولا يأنس به ونيس، فقال الله تعالى فى سورة آل عمران ” فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك” كما أن اسم الجبار فيه صفة علو وقوة، فهو كذلك فيه صفة رأفة ورحمة.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار