الدكروري يكتب عن مبدأ تساوي النساء والرجال
الدكروري يكتب عن مبدأ تساوي النساء والرجال
الدكروري يكتب عن مبدأ تساوي النساء والرجال
كم شهد التاريخ الإسلامي مواقف، ومشاهد مشرفة وسبّاقة للمرأة، تميزت بالوعي والحكمة، وإدراك آفاق المستقبل، واستطاعت بها المرأة أن تثبت جدارتها، وتفوقها أحيانا على الرجال في النواحي الاجتماعية، فاستحقت بهذا بطاقة سامية من الحب والتقدير، والوفاء والجزاء الحسن في الدنيا والآخرة، فها هي الصحابية رفيدة الأسلمية رضي الله عنها كان لها خيمة تداوي فيه الجرحى، ولم يقتصر دورهن على ذلك بل كن يذهبن للغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم، فها هي السيدة أم عطية رضي الله عنها تقول ” غزوت مع رسول الله صلي الله عليه وسلم سبع غزوات، أخلفهم في رحالهم، فاصنع لهم الطعام، وأداوي الجرحي، وأقوم علي المرضي” بل ودافعت المرأة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم وثبتت معه كما في غزوة أحد حيث كانت السيدة أم عمارة.
وهي السيدة نسيبة بنت كعب رضي الله عنها تباشر القتال بنفسها، وجرحت اثني عشر جرحا، بين طعنة رمح وضربة سيف وكذلك السيدة أم سليم في غزوة حنين وكانت حاملا بابنها عبد الله بن أبي طلحة، وكانت السيدة صفية في غزوة أحد بيدها رمح تضرب به فى وجوه المشركين، وقتلت يومئذ رجل من اليهود، وهذه السيدة أسماء بنت عم الصحابي معاذ بن جبل رضي الله عنهما قتلت يوم اليرموك تسعة من الروم وكان للنساء دور في العلم وتعليمه ونشره، فكان منهن الفقيهات والمحدثات وكان الصحابة يقصدون حجراتهن طلبا للاستفادة من علمهن، فالسيدة عائشة رضي الله عنها كانت مقصد فقهاء الصحابة خاصة فيما يتعلق بحياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وها هي السيدة أم سلمة رضي الله عنها التي روت الكثير من الأحاديث النبوية.
والتي روى عنها قرابة مئة من الصحابة والتابعين، فقال الله تعالى مبينا مبدأ تساوي النساء والرجال، في مجالات العمل البناء الطيب، وكما ساوى الله عز وجل في التوجيه في سورة الحجرات، وكما كرّم الله المرأة وحرم على الآباء أن يقتلوهن فقد كان أهل الجاهلية يئدون البنات فكان الواحد منه إذا بشر بالأنثى يسود وجهه وتضيق نفسه، وعن قتادة قال أخبرنا في قوله “ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق” قال كانوا يقتلون البنات خشية الفاقة، وأيضا فقد أكرم الإسلام المرأة كأم، فالإسلام كرّمها أم، فقال عز وجل ” وبالوالدين إحسانا” وكما قال تعالي ” فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما” وعن هريرة رضي الله عنه، قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتى؟ قال أمك، قال ثم من؟ قال ثم أمك، قال ثم من؟ قال ثم أمك، قال ثم من؟ قال ثم أبوك” رواه البخاري ومسلم.
وفي هذا الحديث دليل أن محبة الأم والشفقة عليها ينبغي أن تكون ثلاث أمثال محبة الأب، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كرر الأم ثلاث مرات، وذكر الأب في المرة الرابعة فقط، وإذا تؤمل هذا المعنى شهد له العيان، وذلك أن صعوبة الحمل وصعوبة الوضع وصعوبة الرضاع والتربية تنفرد بها الأم، وتشقى بها دون الأب فهذه ثلاث منازل يخلو منها الأب، وإن من مظاهر تكريم الإسلام للمرأة، هو أن الرسول صلى الله عليه وسلم يوقف جيشا بأكمله للبحث عن عقد فقد لزوجته الحبيبة الغالية السيدة عائشة رضي الله عنها، فيبحث الناس عن العقد ولا يجدونه، ويخرج وقت صلاة الظهر ولا ماء، فيقول المسلمون حبسنا من أجل زوجته، فهل وجدتم أحدا يحترم المرأة ويكرمها كما أكرمها رسول الهدى صلى الله عليه وسلم؟ إنه يوقف الجيش من أجل زوجته مراعاة لشعورها وتقديرا لها، فهل يتعامل الناس اليوم مع زوجاتهم كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم مع زوجته السيدة عائشة؟
الدكروري يكتب عن مبدأ تساوي النساء والرجال