مقالات دينية

هرمز والهجوم علي مدينة كاظمة

جريدة موطني

الدكروري يكتب عن هرمز والهجوم علي مدينة كاظمة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب السيرة النبوية الكثير والكثير عن غزوات ومعارك الإسلام ومن تلك المعارك هي معركة ذات السلاسل، وقيل أنه بنى قائد الفرس هرمز خطته على الهجوم على مدينة كاظمة ظنا منه أن المسلمين سوف يعسكرون هناك، ولكنه يصطدم أمام العقلية العسكرية الفذة للقائد خالد بن الوليد، فقام خالد بن الوليد بما يعرف في العلوم العسكرية الحديثة بحرب استنزاف، ومناورات مرهقة للجيش الفارسي، فقام خالد بن الوليد وجيشه بالتوجه إلى منطقة الحفير، وأقبل هرمز إلى كاظمة فوجدها خالية، وأخبره الجواسيس أن المسلمين قد توجهوا إلى الحفير، فتوجه هرمز بسرعة كبيرة جدا إلى الحفير حتى يسبق المسلمين، وبالفعل وصل هناك قبل المسلمين.

 

وقام بالاستعداد للقتال، وحفر خنادق، وعبأ جيشه، ولكن البطل خالد يقرر تغير مسار جيشه ويكر راجعا إلى مدينة الكاظمة، ويعسكر هناك ويستريح الجند قبل القتال، وتصل الأخبار إلى هرمز فيستشيط غضبا، وتتوتر أعصابه جدا، ويتحرك بجيوشه المرهقة المتعبة إلى مدينة الكاظمة ليستعد للصدام مع المسلمين، وكان الفرس أدرى بطبيعة الأرض وجغرافية المكان من المسلمين، فاستطاع هرمز أن يسيطر على منابع الماء بأن جعل نهر الفرات وراء ظهره، حتى يمنع المسلمين منه، وكان ذلك سببا لاشتعال حمية المسلمين وحماستهم ضد الكفار، وقال خالد بن الوليد كلمته الشهيرة تحفيزا بها الجند “ألا انزلوا وحطوا رحالكم، فلعمر الله ليصيرن الماء لأصبر الفريقين، وأكرم الجندين”

 

وقبل أن يصطدم هرمز قائد الجيوش الفارسية مع جيوش المسلمين أرسل بصورة الوضع إلى كسرى، الذي قام بدوره بإرسال إمدادات كبيرة يقودها قارن بن قرباس يكون دورها الحفاظ على مدينة الأبلة في حالة هزيمة هرمز أمام المسلمين، لأهمية هذه المدينة عندهم، وبدأ قائد معركة ذات السلاسل خالد بن الوليد تقدمه من اليمامة بعد أن قام بتقسيم جيشة إلى ثلاث فرق وجعل بين الفرقة والأخرى مسير يوم، كي لا ينهك قواته والتي كان عليها أن تتجمع مرة أخرى قرب الحفير، وتحرك قائد الفُرس هرمز متوقعا أن يسلك قائد معركة ذات السلاسل خالد بن الوليد الطريق التي توقعها وهي من اليمامة إلى الأبُلة عبر كاظمة فرتب جيشه، وأمر أن يربط الرجال بالسلاسل منتظرا وصول خالد بن الوليد.

 

الذي لم تظهر أي إشارة تدل عليه لتصله أنباء من أحد الكشافين أن خالد بن الوليد تحرك نحو الحفير وليس كاظمة، فقرر خالد بن الوليد استغلال الجغرافيا وخفة حركة جيش المسلمين الذي يتميز عن جيش الفرس بطيء الحركة ليضربهم بعد أن تنهك قواهم، بعد أن يجبرهم على القيام بالمسير والمسير المعاكس، فقد أدرك خالد بن الوليد أن وجوده قرب الحفير سيسبب الهلع لهرمز الذي أدرك أن قاعدته أصبحت مهددة، فأمر بالتحرك إلى الحفير وعند وصوله لم يجد أثرا لقائد معركة ذات السلاسل خالد بن الوليد، وما أن اتخذ جيش هرمز مواقعهم حتى جاءت الأخبار أن خالد بن الوليد اتجه نحو كاظمة.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار