المقالات

الدكروري يكتب عن الأخوة بين المؤمنين

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الدكروري يكتب عن الأخوة بين المؤمنين

إن المتأمل في الآيات القرآنية يجد أن الأخوة بين المؤمنين لا تنتفي بمجرد العدوان، يعني مع أن هذا حصل ظلم في الموضوع، لكن مع أنه حصل ظلم في الموضوع لكنه لم يمنعه من أن يصفه بأنه أخ، فقال تعالى كما جاء فى سورة ص ” إن هذا أخى له تسع وتسعون نعجة ” وفي الآيات أن بعض الخصوم يكون أقوى من غيره في الخصومة حتى يغلبه، ويمكن أن نعتذر لنبي الله داود بأنه لم يسمع من الآخر أنه أراد السرعة في إنهاء القضية ليتفرغ للعبادة التي احتجب عن الناس من أجلها، وفي الآية جواز قول المظلوم لمن ظلمه أنت ظلمتني، لأنه قال ” خصمان بغى بعضنا على بعض ” فبعض الناس ينصحون الأقارب ألا يشارك بعضهم بعضا حتى لا تقع خصومة، فيقول إذا أردت أن تشارك لا تشارك صديقا أو أخا صاحبا.

 

ولا قريبا، ولا واحد من أهل الزوجة، لأنك إذا صار بينك وبينه غدا خصومات في الشركات يكون الحرج البالغ أنك تخسر أخا زوجتك، أو تخسر ابن عمتك، أو تخسر صديق عمرك، لو تأملنا في الشراكات التي تحصل بين الناس سنجد أن هناك عددا من الناس خسر بعضهم بعضا، بالرغم من أنهم أقارب، أو أصهار، أو جيران، أو زملاء في العمل، أو أصدقاء عمر وطفولة، بسبب دخلوا في الشراكة وحصلت الخلافات، وأحيانا الخلافات تحصل بسوء ظن، وتحصل بتفسيرات مختلفة للحدث الواحد كل واحد يفسرها على رأيه، ثم يتنازعان في القضية، وأن هذه الفتنة التي حصلت لنبى الله داود عليه السلام ما نقصت من درجته عند ربه، ولا أنزلت من رتبته عند الله، بل رفعته. 

 

وأنه بعد الفتنة صار أفضل مما كان قبل الفتنة، وهكذا بعض الناس ربما يكون له الذنب أنفع من جهة أنه يكون بعد الذنب التوبة الشديدة، ومحاولة الاستدراك، والأعمال الصالحة أفضل مما كان قبل الذنب، لكن ليس معنى هذا أن الواحد يذنب ليكون أفضل لأنه قد يذنب وينتكس، ويذنب مرة ثانية وثالثة ورابعة، وإذا به في مسلسل من الذنوب والخطايا، وفي الآيات أهمية الجمع بين الإيمان والعمل الصالح، وأن الحاكم الذي يجلس للناس لا يصح أنه يحتجب عنهم، وأن الأنبياء يختبرون، وأن الله تعالى يبتليهم، وأن الله عز وجل يفتنهم، وقد فتن الله تعالى داود، وفتن سليمان، وأن السجود للخضوع من سنن الأنبياء خضوعًا لله عز وجل، وأن الصلاة بعد الذنب مهمة في تكفير الذنب.  

 

وروى ابن أبي حاتم أن الوليد بن عبد الملك وكان خليفة قال لأبي زرعة أيحاسب الخليفة؟ فإنك قد قرأت الكتاب الأول، وقرأت القرآن، وفقهت، فقال يا أمير المؤمنين أقول، فقال له قل في أمان الله، قال يا أمير المؤمنين أنت أكرم على الله أو داود عليه الصلاة والسلام؟ إن الله تعالى جمع له النبوة والخلافة، ثم توعده في كتابه، فقال كما جاء فى سورة ص ” يا داود إنا جعلناك خليفة فى الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب ” فإذا يجب الحكم بالحق، وأن هذه المرتبة العظيمة يجب أن تراعى الحكم بين الناس، وأن القاضي لا يجوز له أن يحابي أحدا، ولا أن يقرب أحدا على أحد، والخصمان عنده في المجلس سواء، وفي الكراسي سواء، وفي السماع، ولا يقدم شخصا على آخر البينة على المدعي، واليمين على من أنكر، ونحن قوامون لله شهداء بالقسط، ولو على أنفسنا أو الوالدين أو الأقربين.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار