المقالات

الدكروري يكتب عن الدار الآخرة هى الحيوان

الدكروري يكتب عن الدار الآخرة هى الحيوان

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الدكروري يكتب عن الدار الآخرة هى الحيوان

ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن أحكام الصيام وشروطه ومستحباته، وإن الله عز وجل نهانا أن تلهينا الدنيا عن الآخرة، فقال تعالى كما جاء فى سورة العنكبوت” وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهى الحيوان” ويعنى ذلك الحياة الدائمة التى لا زوال لها ولا انقضاء، الحيوان الممتلئة بالحياة المستديمة للحياة، وإذا كانت الشياطين تصفد فى رمضان فإن المصيبة في شياطين الإنس، فكل الشياطين قد باتت مصفدة فما السبيل إذا الشيطان إنسان، ولذلك فقد حرص أرباب الفساد، وأعداء الأمة، لما عرفوا فضل الشهر، وكثرة من يتوب فيه، واجتهاد الناس فيه بالطاعة، والإقبال على الله، والترك للمنكرات، عمدوا إلى إفراغ الشهر من محتواه ومضمونه.

 

وإلى قطع الطريق، فهم لصوص في الحقيقة، لصوص رمضان، يشغلون الناس بالطرب والألحان، والأمسيات الفارغات، وهذا شهر التوبة والإنابة إلى الله، فكيف يملئ بمثل هذا، فإنه توظيف للباطل، وإشغال للناس، ساعات هائلة فى هذا اللهو والعبث، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم، فإذا كان الأمر كذلك، فإنهم ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله، فوزر هؤلاء عليهم، ومثل ذلك أوزار الذين التهوا بما قدموه من الباطل دون أن ينقص من أوزار المشاهدين شيء، والواجب مقاطعة كل قناة تصد عن سبيل الله، وتلهي عن طاعة الله، وتعرض ما يغضب الله تعالى، وينبغى أن يغار المسلم على صومه، وأن يحفظه، وهذا الصوم عبادة عظيمة. 

 

وركن ركين من أركان الدين، ولقد لسلفنا فيه حياة الليل والنهار، فكانوا يحيون ليلهم بطاعة ربهم بتلاوة وتضرع وسؤال، وعيونهم تجرى بفيض دموعهم مثل انهمال الوابل الهطال، ولقد قال تعالى ” أياما معدودات” فلا تستطيلوها، ولا تستكثروها، إنها تنقضي سراعا، وهكذا ما أن يبدأ الشهر حتى يتصرم الثلث، ثم الثلثان، ثم تنقضي العشر الأواخر، وإذا كان الله تعالى قد فرضه لأجل التقوى، فقال تعالى ” لعلكم تتقون” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، ورب قائم حظه من قيامه السهر” فلا بد من صيانة العبادة، عما يبطلها، وعما يحبطها، وحتى عما ينقص أجرها، فلماذا لا نلغى فى رمضان كل شيء يلهي عن ذكر الله.

 

ويجر الناس حتى للتأخر عن صلاة العشاء والتراويح لتسمرهم وانجذابهم إلى مثل هذه الملهيات، ولماذا لا يكون عندنا صبر، وإرادة، فلا نفتح أي باب للشر، فقال تعالى ” تلك حدود الله” فينبغى أن يكون هذا الشهر فرصة لتربية أنفسنا، وأولادنا، وأهلينا على طاعة الله تعالى، وليس المطلوب أن يفاجئ الأئمة بظهور الناس بكثرة في رمضان في أوله فقط، فلقد كان السلف يجتهدون في شعبان أيضا، والتوبة لا تؤخر إلى رمضان، بل كان ينبغي حتى قبل دخول رمضان، وتعظم في رمضان، والدعاء في كل وقت، ولكن يعظم إذا دخل رمضان، والقرآن في كل وقت، ويكثر إذا دخل رمضان، فإنها الفرصة المواتية لكل مسلم، والدنيا فرص إن اغتنمها المرء بلغ منتهى الآمال، وإن فرط فيها أو فوتها فهو المغبون الخاسر. 

الدكروري يكتب عن الدار الآخرة هى الحيوان

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار