الدكروري يكتب عن الرحمة مع الشجاعة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي كان خلقه صلى الله عليه وسلم في معاملة الصبيان بإنه إذا مر بالصبيان سلم عليهم وهم صغار، وكان يحمل أبنه ابنته وهي الطفلة أمامه بنت زينب بنت محمد صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بالناس وكان ينزل من الخطبة ليحمل الحسن والحسين ويضعهما بين يديه، وانظروا إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم، فمع هذه الشجاعة العظيمة كان لطيفا رحيما فلم يكن فاحشا ولا متفحشا ولا صخابا في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح، وعن أنس رضي الله عنه قال” خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، والله ما قال أف قط، ولا قال لشيء لم فعلت كذا وهلا فعلت كذا” رواه الشيخان وأبو داود و الترمذي.
وعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادما له، ولا امرأة ولا ضرب بيده شيئا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله، وفي رواية ما ضرب رسول الله شيئا قط بيده ولا امرأة ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله” رواه البخاري ومسلم، وعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت “ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه وما انتقم صلى الله عليه وسلم لنفسه قط إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم” ويأتي رسول الله في الجهاد، فإذا هو الشجاع المبارز والمقدام الصنديد، حيث قال الله عز وجل في سورة النساء ” فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك” أنت لا تفر إذا فر الأبطال، فلا تهرب من المعركة إذا تأخر الشجعان.
فحرام عليك أن تتأخر، ويقول الإمام علي رضي الله عنه وأرضاه “كنا إذا اشتد الهول وحمي الوطيس في المعركة، واحمرت الحدق، أي العيون، كنا نتقي برسول الله صلي الله عليه وسلم فيكون أقربنا إلى القوم” فينبغي علينا جميعا أن ننظ إلي صبر أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم وعظم أجر الهجرة، حيث حوصر الصحابة في الشعب، وهو شعب أبي طالب حتي أكلوا أوراق الشجر وحتى تقرحت أفواههم وشفاههم، لماذا؟ ومن أجل ماذا؟ من أجل أي شيء؟ إنه من أجل ولاية الله سبحانه وتعالي، فهذه المعاني التي تميعت عند المسلمين اليوم، وكيف تحب أعداء الله وتحب الله؟ لا يمكن يجتمعان في قلب عبد، وكثير من المسلمين اليوم يعظمون اليهود والنصارى، ويعظمون الكفار.
ويعتقدون أن الكفار أحسن من المسلمين، وأنهم أفضل من المسلمين في نواحي كثيرة، ويقول الإمام النووي رحمه الله، في الروضة في باب الردة ما لفظه ” ولو قال معلم الصبيان أن اليهود خير من المسلمين بكثير من أجل ماذا؟ لأنهم يقضون حقوق معلمي صبيانهم ولكنه كفر الذي يقول أن اليهود أحسن من المسلمين بكثير، لماذا ؟ فيقول لأن اليهود يعطون معلمي الصبيان الحقوق والمسلمين لا يعطون، واليوم وجد من المسلمين من ذهب إلى بلاد الكفار، وقال بعد عودته وجدت إسلاما بلا مسلمين، وجد هناك إسلام بلا مسلمين، وهو المسكين يظن أن الإسلام هو النظافة والترتيب، أوتنظيم الأعمال، والإنتاج، ويظن أن هذا هو الإسلام، لا حول ولا قوة إلا بالله، مسخت العقيدة، نسأل الله السلامة.