المقالات

التدرج التشريعي للتنفير من الخمر

بقلم / هاجر الرفاعي
إن الشريعة من اهم خصائصها العظيمة أنها لم ولن تنزل بأحكام قاطعة ومانعه ومحرمة لأي شيء مرة واحدة بل أنها اتصفت بالتدرج نعم فهي لم ولن تنزل بأي حكم قاطعي لأي عمل او شرب او أكل او فعل كان العرب معتادين عليه،،ڪالخمر مثلا كلنا يعلم ان الخمر كان من الاشياء الاساسية عند العرب وكلنا يعلم ايضا انه من المحرمات لأنه يخرج الانسان عن وعية وعقلة فربما يرتكب ذنبا من الكبائر واليعاذ بالله فلهذا السبب بدأ المولى سبحانه وتعالى ينزل من آياته على رسوله الكريم فيما يخص هذا المشروب الذي سمي بالخمر

فقال الله تعالى في سورة البقرة مبينا أن إثم هذا المشروب اكثر من نفعة وهذا ليحثهم على التقليل من تناوله بسم الله الرحمن الرحيم : “يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ” فجاءت التفسيرات مؤكدة ومتفقة على ان بها من الاثام أكثر ما تجلب بالنفع التفسير الميسّر موضحا لهذا بكثير من الدقة فأوضح أن الله بلغ رسولة الكريم عندما يسألك المسلمون -أيها النبي- عن حكم تعاطي الخمر

شربًا وبيعًا وشراءً، والخمر كل مسكر خامر العقل وغطاه مشروبًا كان أو مأكولا ويسألونك عن حكم القمار -وهو أَخْذُ المال أو إعطاؤه بالمقامرة وهي المغالبات التي فيها عوض من الطرفين-، قل لهم: في ذلك أضرار ومفاسد كثيرة في الدين والدنيا، والعقول والأموال، وفيهما منافع للناس من جهة كسب الأموال وغيرها، وإثمهما أكبر من نفعهما؛ إذ يصدَّان عن ذكر الله وعن الصلاة، ويوقعان العداوة والبغضاء بين الناس، ويتلفان المال. وكان هذا تمهيدًا لتحريمهما. ويسألونك عن القَدْر الذي ينفقونه من أموالهم تبرعًا
وصدقة، قل لهم: أنفقوا القَدْر الذي يزيد على حاجتكم. مثل ذلك البيان الواضح يبيِّن الله لكم الآيات

وأحكام الشريعة؛ لكي تتفكروا فيما ينفعكم في الدنيا والآخرة. ويسألونك -أيها النبي- عن اليتامى كيف يتصرفون معهم في معاشهم وأموالهم؟ قل لهم: إصلاحكم لهم خير، فافعلوا الأنفع لهم دائمًا، وإن تخالطوهم في سائر شؤون المعاش فهم إخوانكم في الدين. وعلى الأخ أن يرعى مصلحة أخيه. والله يعلم المضيع لأموال اليتامى من الحريص على إصلاحها. ولو شاء الله لضيَّق وشقَّ عليكم بتحريم المخالطة. إن الله عزيز في ملكه، حكيم في خلقه وتدبيره وتشريعه.

ثم جاءت أية اخري لتبلغهم بألا يقربوا الصلاة وهم سكارى اى بعد شربهم للخمر فقال الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا” التفسير الميسر موضحا سبب نزولها وحكمها فقال موضحا يا أيها الذين صدَّقوا بالله ورسوله وعملوا بشرعه، لا تقربوا الصلاة ولا تقوموا إليها حال السكر حتى تميزوا وتعلموا ما تقولون، وقد كان هذا قبل التحريم القاطع للخمر في كل حال، ولا

تقربوا الصلاة في حال الجنابة، ولا تقربوا مواضعها وهي المساجد، إلا من كان منكم مجتازًا من باب إلى باب، حتى تتطهروا. وإن كنتم في حال مرض لا تقدرون معه على استعمال الماء، أو حال سفر، أو جاء أحد منكم من الغائط، أو جامعتم النساء، فلم تجدوا ماء للطهارة فاقصدوا ترابًا طاهرًا، فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه. إن الله تعالى كان عفوًّا عنكم، غفورًا لكم.

ثم آخر أية نزلت لتحرم الخمر تحريما قاطعا قال تعالى في سورةالمائدة: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” هذة الاية نزلت موضحا توضيحا تاما بأن الخمر والميسر محرم والانصاب وهذه حجارة بجانب الكعبة كانوا يعظمونها، الازلاموهي قدح يستخدمونه في الاستقسام فيما بينهم فهم رجس اي قذر ونجس من الشيطان فمن يكن مؤمنا مسلما فليجتنبهم اجتنابا كليا وذالك لمن اراد الفلاح في الدنيا والاخرة.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار