المقالات

الدكروري يكتب عن نبي تكلم بعد موته

الدكروري يكتب عن نبي تكلم بعد موته

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الدكروري يكتب عن نبي تكلم بعد موته

روي في هذا الحديث الشريف عن النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال” فلم تحل الغنائم لأحد من قبلنا ذلك بأن الله عز وجل رأى ضعفنا وعجزنا فطيبها لنا” وهذا يرد قول من قال في تأويل قوله تعالى “وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين” وإنه تحليل الغنائم والانتفاع بها، وكان ذلك كلام جاء علي لسان نبي الله موسي فب رحلة التية مع بني إسرائيل، وممن قال إن نبى الله موسى عليه الصلاة والسلام مات بالتيه عمرو بن ميمون الأودي، وزاد، وهارون، وكانا خرجا في التيه إلى بعض الكهوف فمات هارون فدفنه نبى الله موسى وانصرف إلى بني إسرائيل، فقالوا ما فعل هارون ؟ فقال مات، قالوا كذبت ولكنك قتلته لحبنا له، وكان محبا في بني إسرائيل فأوحى الله تعالى إليه. 

 

أن انطلق بهم إلى قبره فإني باعثه حتى يخبرهم أنه مات موتا ولم تقتله فانطلق بهم إلى قبره، فنادى يا هارون فخرج من قبره ينفض رأسه فقال أنا قاتلك ؟ قال لا، ولكني مت، قال فعد إلى مضجعك وانصرف وقال الحسن إن موسى لم يمت بالتيه، وقال غيره إن موسى فتح أريحاء، وكان يوشع على مقدمته فقاتل الجبابرة الذين كانوا بها، ثم دخلها نبى الله موسى ببني إسرائيل فأقام فيها ما شاء الله أن يقيم، ثم قبضه الله تعالى إليه لا يعلم بقبره أحد من الخلائق، وقد روى مسلم عن أبي هريرة رضى الله عنه قال أرسل ملك الموت إلى موسى عليه الصلاة والسلام فلما جاءه صكه ففقأ عينه فرجع إلى ربه فقال ” أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت ” قال فرد الله إليه عينه وقال” ارجع إليه فقل له يضع يده على متن ثور فله بما غطت يده بكل شعرة سنة ” 

 

قال أي رب ثم مه ” قال ثم الموت ” قال فالآن ” فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “فلو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق تحت الكثيب الأحمر ” فهذا نبينا ورسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، قد علم قبره ووصف موضعه، ورآه فيه قائما يصلي كما في حديث الإسراء، إلا أنه يحتمل أن يكون أخفاه الله عن الخلق سواه ولم يجعله مشهورا عندهم، ولعل ذلك لئلا يعبد، والله أعلم، ويعني بالطريق طريق بيت المقدس، ووقع في بعض الروايات إلى جانب الطور مكان الطريق، واختلف العلماء في تأويل لطم موسى عين ملك الموت وفقئها على أقوال ومنها أنها كانت عينا متخيلة لا حقيقة، وهذا باطل، لأنه يؤدي إلى أن ما يراه الأنبياء من صور الملائكة لا حقيقة له. 

 

ومنها أنها كانت عينا معنوية وإنما فقأها بالحجة، وهذا مجاز لا حقيقة، ومنها أنه عليه السلام لم يعرف ملك الموت، وأنه رأى رجلا دخل منزله بغير إذنه يريد نفسه فدافع عن نفسه فلطم عينه ففقأها وتجب المدافعة في هذا بكل ممكن، وهذا وجه حسن لأنه حقيقة في العين والصك، وقاله الإمام أبو بكر بن خزيمة، غير أنه اعترض عليه بما في الحديث وهو أن ملك الموت لما رجع إلى الله تعالى قال “يا رب أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت” فلو لم يعرفه موسى لما صدق القول من ملك الموت وأيضا قوله في الرواية الأخرى ” أجب ربك ” يدل على تعريفه بنفسه، والله أعلم. 

الدكروري يكتب عن نبي تكلم بعد موته

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار