المقالات

الدكروري يكتب عن شرف الخصومة الفكرية

الدكروري يكتب عن شرف الخصومة الفكرية

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الدكروري يكتب عن شرف الخصومة الفكرية

لقد خرجت المرأة في زماننا هذا من بيتها بدون شرط ولا قيد، وخلعت حجابها، وأسفرت عن عفافها وأصبح هذا أمرا واقعا، وفشت العلاقات المحرمة، ووقع الاختلاط، وقامت الصداقات، بين الأولاد والبنات، وأصبح هذا أمرا واقعا، فإن الغرب هو الذى نحى الشريعة الإسلامية من البلاد، التي وطئتها أقدامه في أثناء الغزو الصليبى لبلاد المسلمين، والعلمانيون اليوم ما موقفهم؟ فإنهم أليسوا يعارضون تحكيم الشريعة في بلاد الإسلام؟ ويقيمون الندوات والمؤتمرات ليؤكدوا معارضتهم لذلك الأمر؟ والغرب يقول إن الإسلام السياسي هو الخطر الجديد الذي يهدد العالم، والذي يجب أن تجند له قوات الغرب، بل قوات العالم كله، وهم مع هذا لا يصرحون فى كثير من الأحيان بمحاربة الإسلام، ولكنهم يلبسون على الأمم بمسميات فضيعة، ومنها محاربة الإرهاب.

 

وقد قال الله فى سورة الأنفال ” ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم” وإن هذا هو حقيقة الصراع، وفي هذا العصر يتجدد الصراع بين الحق والباطل، فيقول قائل لا تجعلني جزارا يذبح الخراف ولا شاة يذبحها الجزارون، ساعدنى على أن أقول كلمة الحق في وجه الأقوياء، ولا أقول كلمة الباطل في وجه الضعفاء، وأن أرى الناحية الأخرى من الصورة ولا تتركني أتهم أعدائي بأنهم خونة في الرأى إذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي، وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ عقلي، وإذا أعطيتني نجاحا فلا تأخذ تواضعي، وإذا أعطيتني تواضعا فلا تأخذ اعتزازي بكرامتي، وقيل أنه تمشى الباطل يوما مع الحق فقال الباطل أنا أعلى منك رأسا، وقال الحق أنا أثبت منك قدما، فقال الباطل أن أقوى منك، قال الحق أنا أبقى منك، وقال الباطل أنا معى الأقوياء والمترفون، فقال الحق ” 

 

وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون” وقال الباطل أستطيع أن أقتلك الآن، قال الحق ولكن أولادى سيقتلونك ولو بعد حين، فإن الحق دولة والباطل جولة، وإن قوة الحق عندما تجابه الباطل، والانحراف تتحول إلى طاقة فعل هائلة، فلا تترك الحق، لأنك متى تركت الحق، فإنك لا تتركه إلا إلى الباطل، وإن الرجوع إلى الحق خير من التمادى في الباطل، والعاقل لا يبطل حقا ولا يحق باطل، وإن الذين يدافعون عن الحق بالقوة لا يلبثون إلّا ريثما يبلغون ما يريدون ثم تصبح القوة وحدها رائدهم، فإن الحق لا يشبه الباطل وإنما يموه بالباطل عند من لا فهم له، وأن نصف الحق شر من الباطل، والباطل يكرر ادعاءاته بأشكال مختلفة ولكن ليس فيه مضمون جديد عكس الحق ثابت وله وجه واحد، وأن الحق لا ينتصر إلا بمنازعة الباطل. 

 

والحقيقة لا تخاف النقاش، وعلينا أن نؤمن بشرف الخصومة الفكرية، وإن الإعدام ليس من الشرف، فلا تناظر أهل الباطل، ولو ملكت الحجة حتى تجيد استعمالها، ليس خوفا على الحق، وإنما خوفا عليك، فقد يقتل الإنسان بالعصا، وبيده سيف لا يحسنه، وأن هناك ساعة حرجة يبلغ الباطل فيها ذروة قوته ويبلغ الحق فيها أقصى محنته، والثبات في هذه الساعة الشديدة هو نقطة التحول، فقال صلى الله عليه وسلم فى معنى الحديث، وأنه سيأتي عليكم من بعدى زمان، ليس فيه شيء أخفى من الحق، ولا أظهر من الباطل، ولا أكثر من الكذب، وإن الحق مُزعج للذين اعتادوا ترويج الباطل حتى صدقوه، ولا يكفى أن تقال كلمة الحق، بل يجب أن يراد بقولها الحق، فلا أبشع من كلمة حق يراد بها باطل، ولم يتفق الفقهاء على تعريف الحق، حيث اختلف الفقهاء حول تعريفه. 

الدكروري يكتب عن شرف الخصومة الفكرية 

الدكروري يكتب عن شرف الخصومة الفكرية

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار