تحالف العلم مع العقول الشيطانية
تحالف العلم مع العقول الشيطانية
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله الذي زين قلوب أولياءه بأنوار الوفاق، وسقى أسرار أحبائه شرابا لذيذ المذاق، وأشهد إن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو علي كل شيء قدير شهادة أعدها من أكبر نعمه وعطائه، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه، فاللهم صلي عليه وعلي اله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته وإقتدى بهديه واتبعهم بإحسان إلي يوم الدين ونحن معهم يا أرحم الراحمين ثم أما بعد إن المخدرات التخليقية جاءت وبكل أسف لتمثل تحالف العلم مع العقول الشيطانية بدلا من تسخير قدرات العلماء لإنتاج أدوية أو أغذية تفيد البشرية، جاءت تلك المخدرات لتضيف بعدا أكثر مأساوية ولتوقع بالمزيد من الضحايا بصورة قاسية للغاية، والمخدرات هي كل مادة طبيعية أو مستحضرة في المعامل.
من شأنها إذا إستخدمت في غير الأغراض الطبيه أوالصناعية الموجهة أن تؤدي إلى فقدان كلي أو جزئي للإدراك بصفة مؤقتة وهذا الفقدان الكلي أو الجزئي تكون درجته بحسب نوع المخدر وبحسب الكمية المتعاطاة، كما يؤدي الإعتياد أو الإدمان بالشكل الذي يضر بالصحة الجسمية والنفسية والإجتماعية للفرد، وتعرف منظمة الصحة العالمية المخدرات كالتالي، هي كل مادة خام أو مستحضرة أو تخليقية تحتوى عناصر منومة أو مسكنة أو مفترة من شأنها إذا إستخدمت في غير الأغراض الطبية أن تؤدي إلى حالة من التعود أو الإدمان مسببة الضرر النفسي أو الجسماني للفرد والمجتمع، وقد أوضحت المصادر الطبيه أن المخدرات في مجملها تؤثر على المخ وهذا سر تأثيرها والكثير منها يتسبب في ضمور أي موت بعض خلايا الجزء الأمامي لقشرة الدماغ.
وهناك مخدرات تسبب إعتمادا نفسيا دون تعود عضوي لأنسجة الجسم أهمها القنب وهو الحشيش، والتبغ والقات، وعند توفر الإرادة لدى المتعاطي فإن الإقلاع لا يترك أي أعراض للإنقطاع، وبالمقابل هناك مخدرات تسبب إعتمادا نفسيا وعضويا أهمها الأفيون والمورفين والهيروين، الكوكايين والكراك وكذلك الخمور وبعض المنومات والمهدئات والإقلاع عن تعاطي تلك المخدرات يتسبب في أعراض إنقطاع قاسية للغاية تدفع المتعاطي للإستمرار بل وزيادة تعاطيه، لذلك فإن الإنتباه لعدم الوقوع في شرك المخدرات هو النجاة الحقيقة، ويجب المبادرة إلى طلب المشورة والعلاج مهما كانت مرحلة الإدمان حيث تتحقق المكاسب الصحية لا محالة، وأما عن مراحل الإدمان فإنه يمر المدمن أو من يتعاطى المخدر بصورة دورية.
عادة ما يمر بثلاثة مراحل هي مرحلة الإعتياد وهي مرحلة يضطر يتعود فيها المرء على التعاطي دون أن يعتمد عليه نفسيا أو عضويا وهي مرحلة مبكرة، غير أنها قد تمر قصيرة للغاية أو غير ملحوظة عند تعاطي بعض المخدرات مثل الهيروين، والمورفين والكراك .