قصة

حسناء المدن

جريدة موطني

حسناء المدنحسناء المدن
بقلم / نجلاء حسني ابوزيد
11/7/2023
شيخ العرب
المليونير المجاهد
أسطورة المقاومه الشعبيه
حسن طوبار
الشيخ حسن طوبار كان شيخا لإقليم المنزلة بمحافظة الدقهلية والزعيم الشعبي الكبير له وشيخ العرب كما أطلق عليه القادة الفرنسيون وكان يعد أحد أغنياء مصر في عهده وكان القائد والمحرض لأعنف مقاومة شعبية ضد الحملة الفرنسية وجيشها المحتل في نهاية القرن الثامن عشر الميلادى وللأسف لا يعرفه الكثيرون منا ومما يدعو إلى العجب والإندهاش أن المصدر الموثق للبطولات التى حققها المجاهد العظيم البطل حسن طوبار لمواجهة سيطرة الفرنسيين على دمياط والمنصورة وإقليم المنزلة بالكامل ترجع إلى ما دونه مؤرخو الحملة الفرنسية وقادتها حيث كان إقليم المنزلة من أكثر الأقاليم التي واجهت الفرنسيين فيها مقاومة شعبية عنيفة وكان محور هذه المقاومة هو هذا الرجل المجاهد العظيم الذى يعد من الشخصيات العظيمة التي يزخر بها تاريخنا المصرى والتى أثرت فكريا ومعنويا وإقتصاديا فى حياة مصر والمصريين وكان منهم من ضحوا بأرواحهم وأموالهم لرفعة الوطن وقد كتب عن سيرة هذا المجاهد العظيم الأعداء قبل الأصدقاء حيث كتب عنه المسيو ريبو أحد كتاب فرنسا السياسيين في كتاب تاريخ الحملة الفرنسية في مصر يصف فيه سكان هذا الإقليم بقوله إن مديرية المنصورة التي كانت مسرحا للإضطرابات تتصل ببحيرة المنزلة وهى بحيرة كبيرة تقع بين دمياط وبيلوز القديمة والجهات المجاورة لهذه البحيرة وكذلك الجزر التي يسكنها قوم أشداء ذوو نخوة ولهم جلد وصبر وهم أشد بأسا وقوة من سائر المصريين ثم هم أغنياء بما ينالون من الصيد ولهم في البحيرة خمسمائة أو ستمائة مركب تجعل لهم السيادة في البحيرة ولهؤلاء 40 رئيسا وكل هؤلاء الرؤساء يتبعون حسن طوبار شيخ المنزلة وهو الزعيم الأكبر لهذه المنطقة وأيضا ذكره الجنرال لوجييه أحد قادة الحملة الفرنسية في يومياته قائلا إن عدد المراكب التي ببحيرة المنزلة وتخضع للشيخ حسن طوبار تبلغ الألف ولذا فقد كان حسن طوبار واسع الثروة والنفوذ وفي نفس الوقت كان محبوبا من سكان إقليمه من الصيادين وكان في حالة من الرواج كفيلة بأن تقعده عن إتخاذ أى موقف يمكن أن يهدد ثروته إذ كان يملك أسطول صيد كبير وعددا لا بأس به من مصانع نسج القطن والمتاجر ومساحات شاسعة من الأراضي الزراعية وعلي الرغم من ذلك فعندما جاء المحتلون إلي مصر هب لنجدة وطنه والدفاع عنه وهو غير مبال بما يمكن أن تتعرض له مصالحه وثروته الطائلة وقد أشار إلي ثروته الجنرال الفرنسي أندريوس الذى إرتاد بحيرة المنزلة في تقرير قدمه للمجمع العلمي الذى أسسه نابليون في القاهرة قائلا إن ثروة حسن طوبار ثروة طائلة ويعد أغنى رجل في مصر وفي نفس الإطار قدم الجنرال لوجييه تقديرا لثروته بأنها في حدود خمسة ملايين فرنك فرنسي .

ومن جانب آخر كان الشيخ حسن طوبار ينتسب إلى أسرة عريقة تداول أفرادها مشيخة المنزلة مئات السنين وكان لهم نفوذ قوي هناك فإسم العائلة جاء من طبرة على بحيرة طبرية ببلاد الشام التي نزحت منها العائلة ونزلت على شاطئ بحيرة المنزلة في مصر وأقاموا بالمدينة التي تحمل نفس الإسم بجوار منزل الشيخ أبو نصر شهاب الدين شريف والذى كان من قضاة الإقليم ثم تصاهر البعض منهم مع هذا الشيخ الجليل وسكنوا إلى جواره وبنوا بيتا عرف بالبيت الكبير قبل أن يبني شلبي طوبار شقيق حسن طوبار وأحد كبراء العائلة القصر المعروف بإسمه كما قامت العائلة بشراء بعض أملاك الأمير محمد الشوربجي الشهير بمحمد بن حسون المتواجداة والمنتشرة في المدينة حتي أنها كانت تعرف بإسمه منزلة حسون وفي تقرير الجنرال أندريوس المشار إليه في السطور السابقة يقول أيضا إن لسكان هذه الشواطئ يقصد شواطئ بحيرة المنزلة أربعين رئيسا يتبعون الشيخ حسن طوبار الذي إحتكر الصيد في البحر لقاء جعل للحكومة ولذا يعد الشيخ حسن طوبار من أكبر أغنياء القطر المصري وربما كان أغناهم وهو من المنزلة وفي أسرته مشيخة البلد يتوارثونها من أربعة أو خمسة أجيال وله سلطة واسعة تقوم على مكانته في النفوس وثروته وعصبيته من ذوي قرباه وأتباعه وعلى مؤازرة العرب الذين أعطاهم الأراضي ليزرعوها ويغدق على رؤسائهم بالهدايا والتحف وكان نابليون بونابرت قائد الحملة الفرنسية قد إهتم بإخضاع بلاد البحر الصغير أو بحر أشمون الكائنة بين مدينة المنصورة وبحيرة المنزلة وإحكام قبضته على الجهات الموصلة إلى البحيرة وكان يهدف من جهة إلى إخضاع هذا الإقليم ومن جهة أخرى إلى تأمين المواصلات بين مدن دمياط والمنصورة والصالحية وبلبيس حتى يتمكن من نقل الجنود والمدفعية بسهولة ويسر لهذه الجهات لتأمين إحتلال حدود مصر الشرقية ولذا فقد بعث إلى الجنرال دوجا بعدة رسائل تظهر مبلغ إهتمامه بهذا القطاع وعينه قائدا عاما له وأنفذ لهذا الغرض الجنرال دستنج والجنرال داماس في قوة من الجنود الفرنسية وعهد إلى الجنرال دستنج معاقبة بلدتى منية محلة دمنة والقباب الكبرى الواقعتين على بحر أشمون إذا جاهر أهلهما بالعصيان والإمتناع عن دفع الضرائب والغرامات التي فرضت عليهم وعهد إلى الجنرال داماس أن يحتل إقليم المنزلة وإخضاعه لسلطة الفرنسيين وكان لهذا التكليف أهميته نظرا لما ظهر في تلك الجهات من أسماء لزعماء يحرضون الأهالى علي مقاومة الفرنسيين وقد تكرر في كثير من رسائل وتقارير القواد الفرنسيين في مديريتى المنصورة ودمياط إسم حسن طوبار شيخ بلدة المنزلة في ذلك الحين كأكبر زعيم للمحرضين ضد الفرنسيين وكخصم عنيد لا يستهان به ومدبر وقائد لحركات المقاومة الشعبية في هذه الجهات كما تردد أيضا إسم الأمير مصطفى بقرية منية محلة دمنة وعلى العديسى بقرية القباب الكبرى وقد جاء بهذه الرسائل والتقارير أيضا أن حسن طوبار زعيم إقليم المنزلة يسبب بتحريضه للأهالي علي عدم الخضوع للفرنسيين وقيادته للمقاومة ضدهم متاعب وقلاقل كثيرة لهم وذلك منذ بداية الحملة حيث كان يذهب بنفسه إلى المدن والقرى المجاورة يحرض أهلها ويستحثهم على المقاومة وعدم الإستسلام ويزودهم بالسلاح اللازم ويطمئن بنفسه على وسائل الدفاع والحماية لديهم وجهز من ماله الخ 

حسناء المدن

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار