المقالات

 مقاييس السعاده عند رسول الله

جريدة موطنى

 مقاييس السعاده عند رسول الله

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين الذي أرسل رسوله رحمة للعالمين، وقدوة للعاملين، وأسوة للناس أجمعين، أرسله للناس بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليما كثيرا، الذي كان صلى الله عليه وسلم يعلم الناس وهو واقف على ناقته أو على دابته، فيقول عبد الله بن عمرو بن العاص “لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو واقف على ناقته في حجة الوداع بمنى للناس يسألونه، فما سُئل عن شيء قُدّم ولا أخّر إلا قال صلى الله عليه وسلم ” افعل ولا حرج” رواه البخاري، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدع فرصة للتعليم إلا اغتنمها، فيقول عبد الله بن عباس رضي الله عنهما. 

“كنت يوما خلف النبي صلى الله عليه وسلم على الدابة، فقال صلى الله عليه وسلم “يا غلام، إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك” رواه الترمذي، ويقول أنس بن مالك رضي الله عنه “كان النبي صلى الله عليه وسلم على حمار، وكان معاذ بن جبل رديفه، فقال يا معاذ بن جبل، فقال معاذ لبيك يا رسول الله وسعديك ثلاثا، ثم قال صلى الله عليه وسلم ” ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صدقا من قلبه إلا حرّمه الله على النار” متفق عليه، وهكذا فإن التعليم التطبيقي أرسخ من التعليم النظري، وهذا من معالم هديه صلى الله عليه وسلم في التعليم، حيث يقول عمر بن أبي سلمة رضي الله عنه “كنت غلاما في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت يدي تطيش في الصحفة. 

فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يا غلام، سمي الله، وكُل بيمينك، وكُل مما يليك” متفق عليه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي ومعه الحسن بن عليّ، فوجد تمرة فأخذها الحسن، فقال صلى الله عليه وسلم ” كخ كخ، أما علمت أنّا لا تحل لنا الصدقة” متفق عليه، واللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين” أما بعد فإن مقاييس السعادة عند رسول الله صلي الله عليه وسلم هي مقاييس إيمانية أخروية فيرد عليهم صلى الله عليه وسلم في ثبات “لو جعلوا الشمس في يميني، والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته” وهكذا ذلك الجيل الذي تربّى في مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم، ذلك الجيل الذي ضرب أعظم أمثلة البطولة والشجاعة، أروع أمثلة الفداء والتضحية والإيمان.

فتلك سميّة بن خياط تعذب في سبيل أن ترجع عن دين الهدى، فتأبى فتقتل صابرة محتسبة، وذاك بلال بن رباح يُوضع على ظهره الصخر، وصهيب الرومي خرج مهاجرا، وقد دس ماله في مكان من داره، فتبعه الكفار، وقالوا له أتيتنا شريدا فقيرا، فدلنا على مالك، ونحن نتركك، فأرشدهم إليه، فماذا قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال “ربح البيع أبا يحيى” نعم ربح بمقاييس أهل الإيمان الذين تعلقت قلوبهم بالآخرة، تعلقت قلوبهم بجنات النعيم، أما بمقاييس الطين والتراب ولغة الورقة والقلم والحساب فهي صفقة خاسرة، وذاك صحابي آخر يأتيه سهم في رقبته فيقتله فيصيح، فزت ورب الكعبة، فأي فوز في القتل، إنه بمقاييس الأرض بمقاييس الدنيا قد خسر أهله وماله وأولاده ولكنه فاز بأي شيء؟ فاز برضوان الله عز وجل.

 مقاييس السعاده عند رسول الله

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار