قصة

قصة بعنوان // حفيد أيوب

جريدة موطني

حفيد أيوب
……………
يعد الصبر علي الإبتلاء من أفضل النعم التي أنعم الله عليها لبعض البشر وأختص الله عليهم بها من دون البشر .
وقصتي اليوم خير دليل علي ذلك وبطل قصتنا شاب ولد بإحدي محافظات صعيد مصر وتربي في أسرة ثرية وكان والده يعمل الخير وينفق علي فقراء القرية وعاش طفولته منعما لا ينقصه شئ من أمور الحياة ؛ وفقد والده وهو في سن العاشرة من عمره ثم توفيت والدته ولحقت بأبيه بعده بعام واحد حزنا علي فراق الأب ؛ فتدهورت حالة الأسرة فعمل في مخبز بلدي ؛ وتولت زوجة أخية مسئولية تربية الأطفال الصغار التي إعتبرتهم كأبنائها وبعد أن ضاقت بهم الأحوال ؛ رحلت بهم إلي محافظة آخري وأشتغل عامل يوميه في المعمار ثم حداد مسلح ورزقه الله رزقا واسعا وعاش حياة مرفهة ؛ وتزوج وأكرمه الله بثلاث أبناء .
ثم أراد الله أن يبتليه فأثناء زيارته لأسرة زوجته في أحدي المحافظات الساحلية تعب وقرر الأطباء إجراء عملية الزائده الدودية وأجري له العملية رئيس قسم الجراحة بمستشفي عام ودكتور مشهور ولكن كانت إرادت الله أن تتسمم أمعائه ويدخل في رحلة طويلة مع المرض بلغت خمسة عشر عاما أجري خلالها خمسة عمليات فتح بطن بالطول استكشاف وإستئصال أكثر من نصف متر من الأمعاء وجزء من القولون ورضي بما قسمه الله وفقد مصدر رزقه ؛ وفقد صحته وكان فترة شبابة ينعم بصحة لا توصف ؛ وأنفق كل ثروته وباع كل ممتلكاته في رحلة مرضه الطويلة ؛ وجاءت مشاكل الكلي لتدمر حياته وأجري حوالي عشرون عملية علي الكلي وجاءت مشاكل القلب لتكمل سلاسلة الأمراض التي إبتلاه الله بها ؛ والغريب أنه رغم كل هذا الابتلاء الذي لا يتحمله بشر ورغم الالم الذي يشعر به والعمليات الجراحية التي لا تنتهي كانت البسمة لا تفارق وجهة ودائما يقول الحمد لله علي هذا الإبتلاء ؛ وكان محبوبا بين أفراد أسرته وأصدقائه وجيرانه ؛ وعندما كنت تسأله عن سر الابتسامة التي علي وجهك رغم ما تعانيه من مرض يقول أنعم الله علي المال والاولاد ونعيم الدنيا فشكرته وعندما يبتليني ربي بالمرض أفلا أصبر علي الابتلاء وأحتسب صبري علي المرض والألم ؛ وكان كلما إشتد به المرض يزيده تقربا من ربه فكان حريصا علي الصلاة والدعاء ولم يقنت ولم ييأس وتحملت زوجته ما لا يتحمله بشر وصبرت علي إبتلاء الله لزوجها وكانت تطيب خاطره بكلامها عن الصبر وجزاء الصابرين .
بالله عليكم ألا يستحق لقب حفيد أيوب .
بقلمي / الدكتور خالد حامد

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار