أخبار ومقالات دينية
الدكروري يكتب عن دعوة القرآن إلي النظام
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم الخميس 26 أكتوبر 2023
الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا
من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد
أن محمدا عبده ورسوله صلي الله عليه وسلم، إن الشهيد في لغة العرب يعني الحاضر والشاهد،
وكذا العالم
الذي يبين ما علمه كخليل الله إبراهيم عليه السلام الذي كاد بأصنام قومه،
بعد أن تولوا مدبرين، وقال إني سقيم وهي شهادة عملية على علمه الجازم
بأن ربه وربهم هو رب السماوات والأرض الذي فطر أصنامهم، ثم عقب بقوله “
وأنا علي ذلكم من الشاهدين” ثم إن أصحاب عيسى عليه السلام الذين علموا صدق
نبوته ورسالته راحوا يسألون ربهم أن يكتبهم مع الشاهدين بعد أن آمنوا به،
واتبعوا رسوله، وشهدوا بأنهم مسلمون.
وكذلك الذين جاؤوا إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم وقالوا إنا نصارى،
ولهذا أمرنا ربنا أن نقيم البينات لإثبات الحقوق بالشهداء، إما بشهيدين من رجالنا،
أوبرجل وامرأتين، أو بشاهد واحد ويمين، أو بأربعة شهداء، وفق الحالة والنص الوارد فيها،
وعلى كل فإن الشهيد هو الحاضر الشاهد، وفي لغة الفقهاء وهو من قُتل في سبيل الله
في قتال الكفار وسببه، وذلك أن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وملائكته
يشهدون له بالجنة والمغفرة بإذنه، وإن القرآن الكريم يدعونا صراحة، إلى النظام فقد
بيّن ربنا أن الملائكة لديها نظام، فقال تعالى ” والصافات صفا” وأنها ستأتي يوم القيامة
وهي منظمة ومصطفة، فيقول تعالي ” وجاء ربك والملك صفا صفا” بل إن البشر عندما
يأتون للعرض على الله يوم القيامة يعرضون وهم منظمون.
فيقول تعالي “
وعرضوا علي ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة بل زعمتم
ألن نجعل لكم موعدا” ويغني عن كل هذا أن في القرآن الكريم سورة كاملة اسمها سورة الصف،
وفيها قوله تعالي ” إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص”
فإذا كان النظام هو سمة الكون، ومظهر العبادات، ومنهج القرآن، فأين المسلمون
الآن من قيمة النظام؟ ولماذا يرضى البعض أن يعيش بالفوضى،
وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم اهتم بالنظام في حياته، سلما وحربا، فجاء النظام
في تسوية الصحابة للصلاة، فعن أبي مسعود، قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يمسح مناكبنا في الصلاة، ويقول”استووا، ولا تختلفوا، فتختلف قلوبكم، ليليني
منكم أولو الأحلام والنهى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم”
وعن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال “إنما جُعل الإمام ليؤتم به،
فلا تختلفوا عليه، فإذا ركع، فاركعوا، وإذا قال سمع الله لمن حمده، فقولوا ربنا لك الحمد،
وإذا سجد، فاسجدوا، وإذا صلى جالسا، فصلوا جلوسا أجمعون، وأقيموا الصف في الصلاة،
فإن إقامة الصف من حُسن الصلاة” ولما جاء أهل نجران إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
يلتمسون منه مسؤولا أمينا، يقف على حاجاتهم، ويقضي مصالحهم، ويحسن إدارة شؤونهم،
قال لهم “لأبعثن إليكم رجلا أمينا حق أمين” قال حذيفة فاستشرف لها الناس فبعث أبا عبيدة بن الجراح”
متفق عليه، وهو الرجل المناسب في المكان المناسب، الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم “
لكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح” متفق عليه.