المقالات

الدكروري يكتب عن الحديث القدسي والحديث النبوي

الدكروري يكتب عن الحديث القدسي والحديث النبوي
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الفرق بين الحديث القدسي والحديث النبوي، هو إن الأحاديث النبوية نسبتها إلى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وحكايتها عنه صلى الله عليه وسلم، وأما الحديث القدسي فنسبته إلى الله عز وجل، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم يحكيه ويرويه عنه سبحانه وتعالى، ولذلك قيدت بالقدس أو الإله، فقيل أحاديث قدسية أو إلهية، نسبة إلى الذات العلية، وقيدت الأخرى بالنبي صلى الله عليه وسلم، فقيل فيها أحاديث نبوية نسبة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وإن كانت جميعها صادرة بوحي من الله عز وجل، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يقول إلا الحق، ومصداقه قول الله في سورة النجم ” وما ينطق عن الهوى إن هو وحى يوحى “وإن من أهم الفروق بين الحديث النبوي والحديث القدسي.

هو أن الحديث القدسي ينسبه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الله تعالى، أما الحديث النبوي فلا ينسبه إليه صلى الله عليه وسلم، وأن الأحاديث القدسية أغلبها يتعلق بموضوعات الخوف والرجاء، وكلام الله تعالى مع مخلوقاته، وقليل منها يتعرض للأحكام التكليفية، أما الأحاديث النبوية الشريفه فيتطرق إلى هذه الموضوعات بالإضافة إلى الأحكام، وأيضا الأحاديث القدسية قليلة بالنسبة لمجموع الأحاديث أما الأحاديث النبوية الشريفه فهي كثيرة جدا، وأيضا الأحاديث القدسية قولية فقط والأحاديث النبوية قولية وفعلية وتقريرية، وقد ذكر العلامة ابن حجر الهيثمي أن عدد الأحاديث القدسية المروية يتجاوز المائة، فقال “إن مجموع الأحاديث القدسية المروية يتجاوز المائة، كـما أن بعضهم جمعها في جزء كبير ومن الأمثلة على الحديث القدسي.

هو ما رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة رضى الله عنه، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن الله يقول، أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني” وما رواه الترمذي عن معاذ بن جبل رضى الله عنهم أجمعين قال” سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” قال الله عز وجل، المتحابون في جلالي لهم منابر من نور، يغبطهم النبيون والشهداء” وما رواه البخاري عن أبي هريرة رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” قال الله تعالى، ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطى بي ثم غدر ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعط أجره” ويجب علينا جميعا أن نعى جيدا علم الحديث فإن أول الخواطر التى يتعلق بها علم الحديث وأثره على تطور الحضارة عموما، وتطور فهمنا لاتجاهاتها.

فان ما بذله المسلمون منذ القرن الثاني لظهور الإسلام، كان الأساس للوعي التاريخي الذي ميّز المجتمعات البشرية منذ ذلك الوقت، ثم تطور هذا الوعي منذ القرن الرابع عشر الميلادي وهو عصر بن خلدون، جعل التاريخ علما، له أصوله وقواعده ومناهجه التي نفهم في ضوئها الماضي، ونعي الحاضر ونستشرف المستقبل، ولعل أول المسائل التي واجهت علماء الحديث، فضلا عن التحقق من الأمانة في رواية الحديث النبوي الشريف، وهي مسألة اختيار ما يجب الحفاظ عليه من أحداث السيرة النبوية الشريفة، فكل واقعة أو حدث أو قول للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم جديرة بالحفظ ثم الرواية، فالرسول صلى الله عليه وسلم، هو خير الناس في كل ما يقول ويعمل ويقرّ ويمنع، أدّبه رب العالمين ليكون قدوة للناس كافة “

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار