مراة ومنوعات

الدكروري يكتب عن فتنة النساء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد كانت دعوة النبي صلى الله عليه وسلم كلها رحمة وشفقة وإحسانا وحرصا على جمع القلوب، وهداية الناس جميعا مع الترفق بمن يخطئ أو يخالف الحق والإحسان إليه، وتعليمه بأحسن أسلوب وألطف عبارة وأحسن إشارة، وإن الله سبحانه وتعالى زين للناس في هذه الحياة الدنيا، من أنواع الملاذ الكثيرة هي فتنة النساء، لأن الفتنة أشد بهن، وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم ” ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ” فأما إذا قصد بهن الإعفاف وكثرة الأولاد، فهذا مطلوب مرغوب فيه مندوب إليه، وكما وردت الأحاديث النبوية الشريفة بالترغيب في التزويج والاستكثار منه، وأن خير هذه الأمة من كان أكثرها نساء، وقوله صلى الله عليه وسلم ” الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة ” وقوله صلى الله عليه وسلم.

” ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله تعالى خيرا له من زوجة صالحة، إن نظر إليها سرّته، وإن أمرها أطاعته، وإن أقسم عليها أبرّته، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله ” وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر ” حُبّب إليّ من دنياكم النساء والطيب، وجُعلت قرّة عيني في الصلاة” وقالت عائشة رضي الله عنها “لم يكن أَحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء إلا الخيل” وفي رواية “من الخيل إلا النساء” وحب البنين تارة يكون للتفاخر والزينة، فهو داخل في هذا، وتارة يكون لتكثير النسل، وتكثير أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ممن يعبد الله وحده لا شريك له، فهذا محمود ممدوح، كما ثبت في الحديث ” تزوّجوا الودود الولود، فإني مُكاثر بكم الأمم يوم القيامة” وحب المال كذلك، تارة للفخر والخيلاء، والتكبر على الضعفاء.

والتجبر على الفقراء، فهذا مذموم، وتارة يكون للانتفاع به، والنفقة في القربى وصلة الأرحام والقربات، ووجوه البِر والطاعات، فهذا ممدوح محمود شرعا، فاتقوا الله عباد الله، وإياكم والاغترار بزينة الحياة الدنيا، وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا، يقول الله تعالى فى كتابه الكريم ” زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب” وإن عاقبة طول الأمل وخيمة، ينقطع بصاحبه الأجل وربما كان في حال ذميمة، عليه حقوق الله ولعباده، ولا يمكنه التخلص منها، وقد شرع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، الوصية لمن له أو عليه شيء، ليخرج من الدنيا سالما من التبعات، وقال صلى الله عليه وسلم ” ما حق امرئ مسلم له شيء يريد أن يوصي فيه، يبيته ليلتين، إلا ووصيته مكتوبة عنده”

وتفكروا ما أشد حسرة الموت على الذي فرط على نفسه وظلم الناس في حقوقهم، وجمع الأموال وأوعاها، ولا يتورع من أي كسب حواها، إذا أيقن بالموت وتحقق الفوت، فلا منجى له ولا خلاص، فهو يتمنى أن يتخلص من شوائب ماله، ولا حول ولا قوة، وانقطعت عنه اللذات، وبقيت عليه التبعات، فهو يكره الموت لكراهته لقاء ربه من أجل ما قدمه من سوء عمله، أما المؤمن الذي عرف قدر الدنيا وسرعة زوالها، واغتنم حياته واستعملها في الأعمال الصالحة، فإنه لا يندم على الدنيا ولا يجزع من الموت، لعلمه أن له حياة هي أرقى وأبقى من الحياة الدنيا، فنفسه مطمئنة بلقاء ربه وثواب عمله، فإنه من قدم خيرا، أحب القدوم عليه، يقال له عند الموت كما قال الله عز وجل فى سورة الفجر ” يا أيتها النفس المطمئنه، ارجعى إلى ربك راضية مرضية، فادخلى فى عبادى وادخلى جنتى “

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار