المقالات

الدكروري يكتب عن كفران العشير وإنكار الجميل

الدكروري يكتب عن كفران العشير وإنكار الجميل

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لتحذر الزوجة المسلمة من كفران العشير، وإنكار الجميل، وكثرة اللعن والشكوى، وخاصة لأهلها وجيرانها، ولتحذر من تدخلهم في حياتها الخاصة مع زوجها، فقال صلى الله عليه وسلم “يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار” فقلن وبم يا رسول الله؟ قال “تكثرن اللعن، وتكفرن العشير” وإن بعض النساء يشتكين من أزواجهن أنه لم يكتفي بالحلال، فترك زوجته وذهب إلى محارم الناس، وبعض الأزواج كذلك يشك أو يرتاب من زوجته، وكلها بسبب وسائل التواصل التي لم نحسن استخدامها، فإنها فتن يجب على المسلم أن يتقي الله ويخافه، يجب على من وقع في هذه الفتنة أن يراجع نفسه وسلوكه، يصلح بيته ويهتم بزوجته ويقتنع بالحلال، فغازل زوجتك وأرسل لها رسائل الحب والغرام، أرسل لها الورد، صور لها قلبك وهو ينبض بحبها.

كن معها في البيت مُحبا وعاشقا ومُغرما، العب معها تسابق معها، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتسابق مع نسائه، اخرج معها إلى الحدائق والمنتزهات، تصور معها سافر معها، احملها بين يديك، أنفق عليها، وسترى منها ما يملأ عينيك بإذن الله، ما الذي يمنع؟ ليست الزوجة فقط للضيوف وللغسيل وللأكل وللغنم وللبقر، فإن الزوجة للحياة كلها، الزوجة تغنيك عن الحرام تعفك عن محارم الناس، تمنعك من تعدي حدود الله، وإلى من لم يأتها الله برزقها في الزواج لا تحزني، وعيشي عمرك أجمل من العمر الذي سبق، ولماذا الحزن وهذه مقادير رب العالمين أرحم الراحمين، وربما يكون في التأخير خير وسعادة بإذن الله، فعليكي أن تشغلي نفسك بما يحبه الله ويرضاه، فاشغلي نفسك بالدراسة والتعلم، أوأنجزي أعمالا طيبة ربما لم تكوني لتنجزيها لو كنتي متزوجة.

وفي هذا تدركين رحمة الله بكي وحكمته، وإياكي أن تقارني نفسك بأخرى فأنت لك كيانك وشخصيتك التي ميزكي الله تعالي بها، فقولي لنفسك يا رب، ساعدني لأنجح في هذا الامتحان يا أرحم الراحمين، واعتبري تأخر الزواج اختبارا، واصبري واحتسبي، ومع ذلك اشغلي نفسك بالطاعة حتى لا تشغلك بالمعصية، وتعلمي وتفنني وأتقني كل ما هو مشروع ومتاح لكي بحسب إمكانياتك، وتأكدي أن رزقك مكتوب عند الله، ولا تكوني كبعض الفتيات عندما تسألهن إحدى النساء ألم يأتكي عروس؟ تقول خجلة في يأس كلا، بل ثقي بالله، وانطقي بثقة وأدب أن ذلك لم يقدر لك بعد، ولا يغرنك كثرة من تزوجن حولك فأنتي لا تعلمين حال كثير منهن بعد الزواج، فربما هن في امتحان آخر وأنتي لا تعلمين، فأنتي حين لم يرزقكي الله زوجا، هذا يعني أن ذلك لم يقدر لكي حتى الآن.

والله أحكم وأعلم بحالك منكي لهذا لا تشغلي نفسك بالرزق، بل اشغلي نفسك بطاعة الرزاق، ولا تجتهدي لكي توقعي أحدهم في مصيدة الحب المزعوم، بل اجتهدي في طاعة من بيده كل شيء الرزاق جل وعلا، وأكثري من الدعوات لنفسك بالزوج الصالح، لا تقولي زوج فقط، فربما يأتيكي زوج لا يقدرك ولا يفهمك لهذا إذا دعوتي الله، فادعي الله بدعوة طيبة، قولي “اللهم ارزقني الزوج الصالح والذرية الصالحة” فإن هذه همسة لكل مسلمة لا أقول فاتها القطار كما يقولون فهذا خطأ، بل أقول لم يقدر لها الزواج حتى الآن، أقول لها حافظي على نفسك حتى يأذن الله، واشغلي نفسك بالخير والصحبة الصالحة.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار