مراة ومنوعات

الدكروري يتكلم عن إياكم ومحدثات الأمور

بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن كان زمان وآوان ويظهر فيه البدع والمحدثات، ولئن كان الصحابة رضي الله عنهم قد أنكروا محدثات ظهرت في وقتهم، وبكوا على سُنن ماتت في حياتهم، فما بالك بمن جاء بعدهم، وفي اتباعها الفوز بورود حوضه صلى الله عليه وسلم، يوم الحشر والظمأ والنصب لأن الحوض يردُه كل مؤمن من أمته لم يخالف السنة ولم يتدنس بالإحداث والبدعة فإنه يرد عليه الحوض رجال من أمته فيذبون عن الحوض كما يذب البعير الضال فيسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن السبب فيقول ” فيما هذا ؟ فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول سحقا” رواه مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن عمرو ” اكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج مني الا حق” أي اكتب كل ما تسمعه مني من الحديث.
وإذا كانت السنة وحيا كالقرآن الكريم فيجب الإيمان بها والتصديق بأخبارها والعمل بأحكامها متى ثبتت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهذا أمر الله بتعلم السنة ومدارستها وتفهمها كالقرآن الكريم حتى يعمل الناس بها، ومتى ثبتت السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجز لأحد أن يردها لأنها لم تذكر في القرآن أو لكونها تخالف العقل أو تخالف القياس أو تخالف رأي الإمام فلان بل الواجب الإيمان والتسليم والانقياد لها، ومن جاءته السنة بحكم أو خبر فرده لأنه لم يذكر في القرآن فإنه يدخل فيمن ذمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله حين قال “يوشك الرجل متكئا على أريكته، يُحدّث بحديث من حديثي، فيقول بيننا وبينكم كتاب الله عز وجل، فما وجدنا فيه من حلال استحللناه.
وما وجدنا فيه من حرام حرمناه، ألا وإن ما حرّم رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما حرّم الله ” رواه ابن ماجه، وإن السنة لشرفها وصى النبي صلى الله عليه وسلم في آخر أيامه بالتمسك بها، والتشبث بعراها، فعن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بوجهه فوعظنا موعظة بليغة، ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب فقال رجل يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا فقال ” أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة وإن كان عبدا حبشيا، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة “
فاحرصوا على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلموها واعملوا بها، استضيئوا بنورها في حوالك الشبهات، وتزينوا بها عند انتشار الشهوات، فهي زينة العمل الصالح وبهاؤه، وسناؤه وجماله ، والمتمسكون بها أكمل الناس عملا، وأقربهم صوابا، وتذكروا قول نبيكم صلى الله عليه وسلم ” تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبدا كتاب الله وسنتي” وكونوا دعاة إلى سنته، لتحضوا ببركة دعائه الذي قال فيه ” نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها ” وهذا هو رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم يعيش صلى الله عليه وسلم كريما معطاء باذلا منفقا, يسألونه كل شيء، فلا يقول لا، حتى ثوبه الذي على جنبه، فعن سهل بن سعد قال “أن امرأة أتت إليه صلي الله عليه وسلم أو رجلا، فسأله ثوبه فأعطاه”
اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار