المقالات

الدكروري يكتب عن

هارون وموسي عليهما السلام

الدكروري يكتب عن هارون وموسي عليهما السلام

الدكروري يكتب عن هارون وموسي عليهما السلام

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

لقد كان نبى الله موسى وهارون عليهما السلام أخوان شقيقان لأم وأب واحد فهما هارون بن عمران وموسى بن عمران، وأما الفرق بينهما كان من جوانب متعددة فكان هارون أكبر من موسى وأسبق موتا منه أي هارون تقدم مولده وتقدمت وفاته، وقد ولد هارون في العام الذي كان فرعون لا يقتل فيه وولد موسى في العام الذي فيه قتل ونجاه الله عز وجل وإن الأصل أن الله نبأ موسى وبعثه، ثم إن موسى سأل الله تبارك وتعالى أن يجعل من أخيه هارون نبيا فاستجاب الله عز وجل دعاءه وبعثهم الله تعالى إلى فرعون وملاءه وكان هارون أفصح وموسى كان هو الأصل المخاطب به النبوة وهو أشد سكينة وحزما من أخيه وأعلم وأفضل جملة لأن الله تعالى فضل النبيين بعضهم على بعض. 

 

وموسى معدود من ألو العزم من الرسل، وكان هارون محببا في قومه أي في بني إسرائيل كانوا يحبونه جدا، وقد ذكر أهل العلم أن نبى الله هارون عليه السلام توفي في التيه قبل نبى الله موسى عليه السلام بثلاث سنين، ودفنه موسى، كما ذكر ذلك ابن كثير والطبري وابن الأثير وبقي هارون ثابتا على الحق حتى الممات، وكان مع موسى وفيا لهذه الدعوة، وزيرا ناصحا، ومعاونا وقدوة وإماما في الهدى والتوحيد، وكان عابدا لله مخلصا له، ولقد استثمر هارون الموهبة التي أتاه الله في الدعوة، وهكذا ينبغي على كل واحد منا أن يستثمر ما أتاه الله من المواهب، فاستثمر نبى الله هارون الفصاحة في الدعوة، فالفصاحة مهمة في الإقناع والتأثير على المدعوين، وكذلك فإن التعاون في الدعوة إلى الله شيء عظيم. 

 

وهكذا يجب علينا جميعا، وخصوصا اليوم في وقت تكالب الأعداء، وكثرة الباطل وأهله، فقال تعالى كما جاء فى سورة القصص “سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا ” يعني سلطان الحجة، وسلطان البيان، وسلطان الحفظ والحماية فقال تعالى له ” فلا يصلون إليكما ” أى الكفرة الفراعنة “بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون ” وهكذا ينصر الله تعالى رسله بآياته، وهكذا يكون الوحي معينا مؤيدا ومؤازرا لأنبيائه، وهكذا خاض نبى الله موسى وهارون عليهما السلام تلك المهمة العظيمة، وخبر الاثنين أنجع في النفوس من خبر الواحد، وهمة الأنبياء عالية، وكان موسى مع هارون نعم القرينان في هذه المهمة العظيمة في الدعوة إلى الله عز وجل، وقيل أن عمر بن العزيز كان له أربعة عشر ابنا. 

 

منهم عبد الملك بن عمر بن العزيز، وهو الابن الصالح وكان من أعبد الناس، وتوفي في خلافة أبيه وعمره سبعة عشرة سنة وستة أشهر، وكان مشيرا على عمر بمصالح المسلمين ووزيرا صالحا وبطانة خير كما ذكر العلماء، وإن حسن اختيار الصادق الأمين لمهمة الدعوة، وأن يكون من الأقارب من يعين فيها أيضا هذا شيء مهم، ولذلك فإن عيسى عليه السلام كان له حواريون، وكان النبى صلى الله عليه وسلم معه من أصحابه أيضا من معه، وإن الثبات على الحق ولو غاب القائد أمر في غاية الأهمية، وإن وحدة الأمر وإسلاس القياد من عوامل النجاح العظيمة، ولقد انقاد هارون لموسى ولم ينافسه، ولم يشق عليه عصا الطاعة، ولم يخالفه حتى في أعظم وأشد الأوقات صعوبة، وكذلك فإنه يحتاج الداعية إلى متنفس له يشكو إليه ويبث إليه الهموم، ويعاونه على مواجهة الآلام والمصاعب. 

الدكروري يكتب عن

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار