مراة ومنوعات

الدكروري يكتب عن إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

لقد شرعت الحدود من الله عز وجل في الشريعة الإسلامية حتي نقوم عليها ولا نتعداها وينبغي أن تكون نية الوالي أو الحاكم في إقامتها، فإنه متى كان قصده صلاح الرعية والنهي عن المنكرات، بجلب المنفعة لهم، ودفع المضرة عنهم، وابتغى بذلك وجه الله تعالى، وطاعة أمره ألان الله له القلوب، وتيسرت له أسباب الخير، وكفاه العقوبة البشرية، وقد يرضى المحدود، إذا أقام عليه الحد، وأما إذا كان غرضه العلو عليهم، وإقامة رياسته ليعظموه، أو ليبذلوا له ما يريد من الأموال، انعكس عليه مقصوده ولهذا قال عثمان بن عفان رضي الله عنه، إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، أي يمنع بالسلطان باقتراف المحارم، أكثر ما يمنع بالقرآن لأن بعض الناس ضعيف الإيمان لا تؤثر فيه زواجر القرآن، ونهي القرآن لكن متى علموا أن هناك عقوبة من السلطان.

ارتدعوا، وخافوا من عقوبة السلطان لئلا يفتنهم، أو يضربهم، أو ينفيهم من البلاد، فهم يخافون ذلك، وإن من صور الإفساد في الأرض، هو ما ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم رحمهما الله وهي الشرك بالله عز وجل، والشرك هو مساواة غير الله بالله، فعبادة غير الله تعالى والذبح لغير الله، والنذر لغير الله، والدعوة للقبور، والمزارات أن تعبد من دون الله تعالى، وأن تشد الرحال إليها، والتوكل عليها، والاستعانة بها، والحلف بها، كل هذا من الإفساد في الأرض، وكذلك أيضا نشر البدعة، فالنبي صلى الله عليه وسلم حذر من الابتداع في الدين، فقال في حديث السدة عائشة رضي الله عنها،أن النبى صلى الله عليه وسلم قال ” من أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد” فمن يدعو الناس إلى البدع، وأن هناك بدعة حسنة.

فإن هذا من تنقص دعوته صلى الله عليه وسلم واتهام للنبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يؤد الرسالة كاملة صلى الله عليه وسلم، وكذلك أيضا نشر المنكرات والدعوة إليها، ونشر الفاحشة بين الناس، وتحبيبهم لها، وتذليل الصعوبات التي تواجهها، والله عز وجل، قد نهى عن ذلك، وقد مدح الله تعالى من يأمر الناس بالمعروف وينهى عن المنكر، لأنهم يسعون في الأرض بالإصلاح، وكذلك من مظاهر الفساد هو السحر، فالسحر سمى الله عز وجل، فاعله مفسدا فقال الله تعالى فى سورة يونس ” فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين ” وسمى الله عمل السحرة والسحر بأنه عمل المفسدين، فهم من المفسدين في الأرض، وكذلك من مظاهر الفساد فى الأرض هو قتل النفس التي حرم الله تعالي.

فإن من أعظم الحرمات الاعتداء على حرمة المؤمن، فإنه حرمته من أعظم الحرمات، وهي أعظم من حرمة البيت الحرام، فيقول ابن عمر رضي الله عنه وأرضاه وهو ينظر إلى الكعبة “ما أعظمك وأعظم حرمتك والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك ” فإن قتل الأنفس المعصومة من كبائر الذنوب، ومن الإفساد الكبير في الأرض، ومن عِظم منزلة المؤمن أن النبي صلى الله عليه وسلم أولى الناس به في الدنيا والآخرة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال” ما من مؤمن إلا وأنا أولى الناس به فى الدنيا والآخره، أقرؤوا إن شئتم “النبى أولى بالمؤمنين من أنفسهم” كما جاء فى سورة الأحزاب، فأيما مؤمن ترك ملا فليرثه عصبة من كانوا، فإن ترك دينار، أو صياعا فليأتنى فأنا مولاه “

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار