مراة ومنوعات

الدكروري يكتب عن غض البصر فى الأسواق

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إنه يجب علينا غض البصر فى الأسواق، فإن الله تعالى قد جعل العين مرآة القلب، فإذا غض العبد بصره، غض القلب شهوته وإرادته، وإذا أطلق العبد بصره، أطلق القلب شهوته وإرادته، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “إن الله عز وجل كتب على ابن آدم حظه من الزنى أدرك ذلك لا محالة، فالعين تزني وزناها النظر، واللسان يزني وزناه النطق، والرجل تزني وزناها الخطى، واليد تزني وزناها البطش، والقلب يهوي ويتمنى، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه” رواه البخارى، فبدأ بزنا العين، لأنه أصل زنا اليد والرجل والقلب والفرج، ومن المعلوم أن السوق من أحب الأماكن لشياطين الأنس والجن، وبالتالي فلابد للإنسان من غض بصره عن النظر إلى ما حرم الله، والتحصن عند دخوله السوق بالأذكار الشرعية.

ولإن النساء في زمننا هذا أكثرنا من الخروج من بيوتهن وولوجهن إلى الأسواق، وعلقت صور النساء على مداخلا لأسواق، والأماكن العامة، فيجب غض البصر، وكف الأذى، وكما يجب علينا الوفاء بالعهود والعقود، ولقد حث الإسلام على الوفاء بالعهود والعقود ، وحذر من التقصير فيهما، وذلك لأن الخيانة والغدر، وعدم الوفاء بالعهود والعقود، مما يفقد الثقة بين الناس، فيحصل من الشر ما لا يعلمه إلا الله، ولشدة عناية الإسلام بالعقود والعهود، أوجب الأشهاد على ذلك، حفاظا على أموال الناس، وكما قال تعالى فى سورة البقرة “وأشهدوا إذا تبايعتم” وكما يجب علينا الصدق والبيان وعدم الكتمان لعيب السلعة، فلقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك من أسباب البركة، فعن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، أو قال حتى يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما” رواه البخاري ومسلم، وأثنى على التاجر الصدوق في بيعه وشرائه، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء” رواه الترمذي وابن ماجه، وذم التاجر الكاذب الفاجر، فعن عبيد بن رفاعة عن أبيه عن جده، أنه خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المصلي فرأى الناس يتبايعون فقال “يا معشر التجار” فاستجابوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ورفعوا أعناقهم، وأبصارهم إليه، فقال “إن التجار يبعثون يوم القيامة فجارا إلا من اتقى الله وبر وصدق ” رواه الترمذي وابن ماجه.

وكما يجب علينا الإيفاء بالمكيال والميزان والحذر من بخسهما، فقدأثنى الله على الموفين لهما، وتوعد المطففين بالعذاب المهين، وقد عدّ العلماء ذلك من كبائر الذنوب، وكما يجب علينا منع بيع كل مبيعات محرمة كآلات اللهو المحرم، والخمر، والصور ذات الأرواح، والأشرطة الماجنة، والأفلام الخليعة، وأوراق اليانصيب، ويدخل في ذلك منع الدجالين والمشعوذين من الجلوس على مداخل الأسواق لإفساد عقيدة الناس، والنصب والاحتيال لأخذ أموال الناس بالباطل، وكذلك الحذر عن بيع كل ما فيه خصومة كالأدوات المسروقة والمغصوبة، فالإسلام طيب، فلا يحب من الكسب إلا الطيب، وكما يجب على التجار تعلم كل ما يخص تجارتهم من أحكام فقهية.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار